عقد حزب التجمع الشعبي للتقدم في الأسبوع الفائت مؤتمراً غير عادي غايته حمل فخامة رئيس الجمهوريةعلي قبول ولاية ثالثة لمواصلة مسيرة التنمية الوطنية وجري المؤتمر بحضور قيادات الحزب وبمشاركة قادة أحزاب التحالف الوطني وفي كلمة ألقاها بهذه تحدث الأمين العام لحزب التجمع الشعبي للتقدم باسهاب عما شهدته البلاد عبر فيها مجريات من أحداث وتطورات وما تحقق من نجاحات كبيرة في العقد المنصرم، وأن ما تحقق في هذه الفترة معالم حقيقية على طريق النهضة الوطنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لجيبوتي المعاصرة بفضل إخلاص ابنها الوفي وقيادته الرشيدة والحكيمة وتوجيهاته نحو الغايات الوطنية في بناء مجتمع ديمقراطي وموحد، وقال إننا نرى بأعيننا حجم التحولات التي تجري في مختلف مناحي الحياة التي غدت واقعاً نلمسه ونتحقق من وجوده كل يوم، وتغيرت بموجبه حياة المواطن وتحسنت أحواله المعيشية ونمت القدرات الإنتاجية للمجتمع لتصبح البنية الاقتصادية أفضل مما كانت عليه قبل العقد المنصرم وفي ظروف ليست بالضرورة مواتية بل نستطيع القول بأنها كانت صعبة ومعقدة الأمر الذي يعمق لدينا الشعور بالتفاؤل بالمستقبل ومستقبل الأجيال القادمة .
وذلك فضلاً عن صورة جيبوتي على المستوى العالمي أضحت أكثر بهاءً في نظر المجتمع الدولي، حيث سقطت كل الرهانات الخاسرة وبدت الحقيقة ناصعة للناظرين، وبقدر سعادتنا بما تحقق من النجاحات خلال السنوات الماضية في مسيرة البناء والديمقراطية فإننا نشعر بقدر أكبر من المسئولية،تجاه المضي قدماً نحو إنجاز المهام المناطة بنا، ولاشك في عدم امكانية تحقق ذلك دون دعم ومؤازرة المجتمع بكل فئاته وانتماءاته وتياراته.
كما أشارإلي نجاح جمهورية جيبوتي بقيادة ابن جيبوتي البار فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله رئيس الجمهورية في الثبات والدفاع بقوة عن المكاسب الوطنية ، وأثبتت أنها بلد عصي على أعدائه قوي بأبنائه فتراجعت المخاطر وسوف تبدو آثارها وتبرز بوضوح أكثر في الأيام القادمة، وأكد الأمين العام أنه في شهر إبريل القادم سوف نشهد حدثاً ديمقراطياً كبيراً يتمثل بانتخاب الأخ إسماعيل عمر جيله لعهدة ثالثة لإكمال مسيرة التقدم والنماء.
وأضاف لقد تمسكنا خلال الفترة الماضية بموقف ثابت لا يتغير وهو أننا في حوار وطني مع كافة قيادات الأحزاب المنضوية تحت الاتحاد من أجل اللأغلبية الرئاسية UMP التي كانت علي توافق مستمر فيما عدا الحزب الوطني الديمقراطي PND الذي شذ ولجأ إلى ساليب وأشكال من التصرفات لا نعرف مصدرها، وكنا معاً نعبر بنوايا صادقة عن التوجه للحوار والرغبة في الوصول إلى قواسم مشتركة لأن هناك مصلحة وطنية تستدعي ذلك والتماسك والتعاضض لأجل الوطن وتقدمه وحرصاً على استقرار البلاد وأمنها وضمان تقدمها بمشاركة واسعة من الجميع، وفي ختام كلمته أفسح الأمين العام المجال أمام الحضور للحديث والذين عبروا جميعاً عن مطالبة الرئيس إسماعيل عمر جيله بقبول ترشيحه لعهدة ثالثة، وبعد لحظات من التفكيرالعميق والصمت المطبق علي المكان من الجميع قال الأخ الرئيس من على المنصة قبلت نداء الحاضرين فدوت القاعة بتصفيق حار وهتافات معبرة عما يجيش في صدورهم ممن كانوا في القاعة وخارجها،.. وسط هذه الهتافات أوضح رئيس الجمهورية أنه قرر بعد تفكير عميق استمر عامين قبول ترشيحه للانتخابات الرئاسية القادمة نزولا على رغبة الجماهير التي طالبت بقاءه على رأس الدولة وتوجيه مسيرة التنمية.
وأكد فخامته في كلمته بهذه المناسبة على أهمية مواصلة الارتقاء بأداء مختلف القطاعات والمؤسسات الحكومية منوهاً في هذا الصدد على أهمية تفعيل الرقابة وفقاً للدستور والقوانين التي كفلت للمواطن من خلال ممثليه في البرلمان حق المساءلة عن أي تقصير في العمل خلال تنفيذ المشاريع الإنمائية والخدمية أو المبالغة في تكلفة إنشائها وعلى صعيد مكافحة الفساد أكد الأخ الرئيس على مواصلة الجهود المبذولة في مجال مكافحة الفساد المالي والإداري وتعزيز الإدارة الرشيدة ومبدأ الشفافية في كافة العمليات الإدارية والتنظيمية وتفعيل مبدأ التكافؤ في الفرص بين الجميع وفي جانب القضاء أكد على ترسيخ مبدأ استقلال القضاء مالياً وإدارياً وتفعيل وتطوير التفتيش القضائي لتحسين أداء ونزاهة القضاء وسرعة البت في المنازعات وتحسين وتطوير كفاءة القضاة وفي جانب النهوض بشؤون المرأة أكد فخامته على توسيع مشاركة المرأة في الهيئات التمثيلية وفي المواقع القيادية وأعرب عن إيمان الدولة بالمرأة الجيبوتية شريكاً فاعلاً في مسيرة الديمقراطية والتنمية وفي استحقاقات النهوض الحضاري للبلاد، وتأكيد التزام الحكومة بكل التوجيهات التي اعتمدت عبر السياسات والخطط والاستراتيجيات وتجسيد الشراكة التي لا تقبل الشك بين المرأة والرجل في إنجاز تطلعاتنا في التقدم والازدهار وأشار إلى أن المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية التي نشأت خلال الفترة الماضية للعناية بواقع ومستقبل المرأة جاءت متوازية مع مثيلاتها المعنية بالمرأة التي نشأت وتأسست في إطار المجتمع المدني معتبراً ذلك مؤشراً هاماً على المنحي العملي الذي تتخذه توجيهات الدولة والحكومة فيما يخص المرأة الجيبوتية وستشكل في المدى المنظور مرجعية معتبرة لمستوى تنفيذ التزامات الحكومة تجاه المرأة.
أما في الجانب الاقتصادي والتنموي فقد أكد فخامته على تحديث أجهزة الدولة وتبني برنامج شامل يستهدف مكافحة الفقر والحد من البطالة وتوفير فرص العمل وتحسين المستوى المعيشي وزيادة النمو الاقتصادي ودفع وتشجيع القطاع الخاص المحلي والأجنبي على الاستثمار وتعزيز البنية الاستثمارية والمحافظة على الاستقرار المالي والنقدي والإسراع في خطوات البنوك العامة لزيادة فاعلية الجهاز المصرفي وتنويع مصادر الدخل وتوسيع القطاعات الإنتاجية في مجال الثروة السمكية والسياحية والزراعية والمعادن بهدف الحد من الاعتماد على قطاع الخدمات بما يحقق موارد اقتصادية إضافية تخدم أهداف التنمية وتوفير المزيد من فرص العمل.
وأوضح سيادته أن جيبوتي قد أخذت بمبدأ الديمقراطية كنظام للحكم يقوم على أسس واضحة تضمنها دستورها ومن هذه الأسس قيام النظام السياسي على التعددية بهدف تداول السلطة سلمياً وإقرار آلية الانتخاب كوسيلة لتحقيق هذا الهدف، ومن أسس هذا النظام وجود مؤسسات تنفيذية وتشريعية وقضائية تقوم بدورها في إطار الدستور والتشريعات المنظمة لعملها وتأكيد كفالة وحماية حرية وحقوق المواطنين والأساس أن العملية الديمقراطية لابد أن تنتج توازناً في السلطة بين اللاعبين الأساسيين وإنها وإن كانت تمثيلاً لحكم الأغلبية إلا إنها لا تهدر حقوق الأقلية.
وأضاف فخامة الرئيس قائلاً: إن ما تم إتخاذه من إجراءات للتعديلات الدستورية هي إجراءات تم الإجماع بشأنها والتوافق عليها من قبل مكونات أحزاب الاتحاد من أجل اللأغلبية الرئاسية UMP وما دامت كل هذه الإجراءات لم تخرج عن نطاقها فإن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بإلحاح هو: لماذا كل هذا الضجيج الذي يثيره الحزب الوطني الديمقراطي PND هذا الحزب الذي لا يتمتع أصلا بمقومات الحزب المعروفة ورئيسه هو(الكل في الكل).
وما الداعي لكل ذلك الهراء! وشعبنا يعرف الأسباب والمقاصد الكامنة وراءه.
وما هي أولويات هذا الحزب بالضبط إذا ما علمنا أنه هو من تنصل عن دوره ومسئولياته تجاه عملية البناء والتنمية والنهوض بالوطن وجعل علاقته بهذا الوطن محكومة بما يتهيأ له من المصالح والمكاسب الذاتية والأنانية الضيقة؟
إذاً فهو حر طليق ليرتع من حيث شاء!!!
وإن شاء الله نحن جميعاً وبمختلف مكونات هذا الشعب محافظيه ومعارضيه المؤمنين المتمسكين بوطنيتهم محكومون ببناء هذا الوطن وتقدمه وأمنه واستقراره.
وأرجو من الله العلي القدير أن يأخذ بأيدينا إلى ما نصبوا إليه من الوحدة والتضامن، وبدوري أردد ما قاله الشاعر:

يا قائد الزحف الكبير تحية قد عبرت عن ألسن ومنابر

هذي الجموع تمور بحراً خلفها بحر تقدم بالثناء الغامر

أمواجه كادت تترجم حبّها لك يا إسماعيل بكل عشق طاهر

فأنزل على رأي البلاد وحكمها وأعرض عن الرأي القديم الدان

واصل بناءك للبلاد ولا تعر سمعاً لأي مخاتل أو فاجر

وأنشر كعهدك للجميع مودة حتى تسير كالسحاب الناشر

بتصرف
عبد الرحمن حسن رياله