انتهت العطلة الصفية وانقضت فترة الاسترخاء والاستجمام واللهو والمرح وبدأت فترة الجد والعمل والتحصيل بانطلاق العام الدراسي الجديد 2010-2011 الذي جاء يدفع أمامه عيد الفطر المبارك
ورغم ما خلق هذا التزامن أو التعاقب بين هذه المناسبات الجميلة . شهر رمضان ، رحلة العودة من المصيف - عبد الفطر المبارك بداية العام الدراسي الجديد - من أعباء مادية أثقلت كاهل الأسر .
إلا أن الاستعدادات سوءاً على المستوى الرسمي أو المستوى الشعبي لاستقباله وتكريسه لتحقيق مزيد من النجاحات التي تضاف إلى رصيد النهضة التعليمية التي انطلقت بعد المناظرة الوطنية حول التعليم ومضت بوتيرة متسارعة نحو التطور الكي والنوعي مسترشدة بمخرجات الإستراتيجية الوطنية لإصلاح وتطوير العملية التعليمية وتتجلى هذه الحقيقة في الارتفاع الذي سجله عدد الطلاب في مختلف المراحل التعليمية حيث يبلغ عددهم الإجمالي إلى 110000 طالب وطالبة وذلك في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في حين بلغ عدد طلاب الجامعة 4500 طالب وطالبة وذلك بعكس ما كان عليه الوضع لإصلاح التعليم في عام 1999 حيث لم يكن يتجاوز عدد الطلاب في مختلف المراحل التعليمية من ابتدائية وإعدادية وثانوية أما الجامعة فلم تكن إلا حلماً جميلاً لم يرى النور قبل عام 2002 لقطب جامعي بدأ ب400 لتتحول في عام 2006 إلى جامعة متكاملة
وهنا نعود ونؤكد من جديد أن هذه المناظرة هي التي صاغت مفردات النقلات والتحولات الكبرى في مجال التعليم على كافة المستويات ولم تنحصر نتائج السياسة التعليمية الجديدة في زيادة كبيرة في معدلات الالتحاق التي لم يسبق لها مثيل وإنما تجاوزتها إلى إصلاح وتطوير المحتوى والمخرجات التعليمية وأساليب التدريس . وبالنظر إلى هذه الأرقام فإنه يتضح لنا بأنه قد بذلت جهود كبيرة وميزانية كبيرة قد صرفت لزيادة التمويل العام للخدمات التعليمية على مدى السنوات الماضية لنحصد هذا التقدم والتطور الكبير في نظام التعليم كما وكيفا. ويأتي هذا العام الدراسي 2010-2011 م الذي شهد إقبالا طلابيا كبيرا منذ أول يوم لفتح المدارس أبوابها بعدد أكبر ورغبة أشد وتصميم أكبر على النجاح .
في ظل ما تشهده الأقاليم من اكتفاء ذاتي في مختلف المراحل التعليمية وتزايد أعداد طلابها بالإضافة إلى توفير الثانوية الصناعية في كل أقاليم البلاد.
كما أن هذا العام الدراسي يأتي بعد التظاهرة الوطنية الكبيرة .للاحتفاء بمرور عقد كامل على المناظرة الوطنية وتقييم حصيلة عشر سنوات من جهود الإصلاح والتطوير في الـ -7 من شهر ديسمبر الماضي .
وعلى رسم الإستراتيجية التعليمية لعام 2010-2019 م وخطة عمل طموحة لتطوير النظام التعليمي ولتعزيز المكاسب ولتقديم المزيد من الخدمات التعليمية المتطورة .
والتي تهدف في المقام الأول إلى تحقيق الجودة العالية في المخرجات التعليمية وتعمل علي إيلاء الاهتمام الأكبر للتعليم الجامعي والتقني . وتمكين كل طالب من التعامل وفك طلاسم التكنولوجيا الحديثة وتحسين نوعية التعليم الذي يضمن النجاح لجميع الطلاب وإدخال مادة التربية الوطنية التي تلعب دوراً محورياً في تعزيز روح الانتماء الوطني لدى الطلاب وتوفير بيئة خصبة للطلاب لاكتساب المعارف التقنية أو العلمية أو الثقافية والحرص على قدرة التعليم الجامعي على الاستجابة لحاجة سوق العمل وتنمية روح المبادرة والإبداع ومواكبة تطور العملية التعليمية و مقتضيات التنمية الوطنية وإدخال مزيد من التطوير والتكيف في المناهج الذي قد تحقيقه بشكل كامل على مستوى التعليم الأساسي .
وسيكون التركيز في المرحلة القادمة على التعليم الثانوي والتقني.
وإنشاء وحدة خاصة لوضع إستراتيجية شاملة لتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك في طريق ترجمة الهدف المركزي المتمثل في توفير التعليم للجميع بالإضافة إلى تقليص الفجوة الرقمية ولتنمية الموارد التقنية والبشرية اللازمة لتنفيذ هذه السياسة التعليمية تعمل الوزارة على ضمان حصول الطلاب على فرص التعليم العالي في مختلف التخصصات وقبول طلبات جميع طلاب الماجستير.
وفي الختام بإمكاننا أن نؤكد علي أن هذه الأهداف والسياسة الطموحة ليست رغبة حالمة بقدر كونها نهجاً يستند على قوة دفع توجيهية ومقومات ومشاريع وآليات وبرامج عمل تنفيذية تجلي نجاحها في حصيلة السنوات العشر الماضية .
جمال أحمد ديني