سبق وأن ذكرنا في الحلقة الماضية العلاقة التلازمية بين الوطن والمواطن ونعرج في هذه المرةعلي الصورة النموذجية التي يجب أن يتصف بها المواطن قبل كل شيء يجب أن يكون مواطناً صالحاً قادرا على تحمل المسؤولية الوطنية تجاه بلده وأمته ولابد لكل مواطن هوية وانتماء تربط بينه وبين الوطن، كما أنه لابد من وجود نظام سياسي واقتصادي واجتماعي قوي يحدد تلك العلاقة التلازمية ولا يمكن فهم هذه الصورة النموذجية إلا بوجود مواطن صالح يحمل هذه الهوية وهذا الانتماء، كما أن الهوية الوطنية لا يدرك معناها إلا بوجود وطن ينتمي إليه الفرد أو المواطن وعند إطلاق معنى الهوية تشمل اسم الشخص وصفاته وانتمائه وجنسه وحتى يكون المواطن بصورة نموذجية للصلاح لابد أن يكون كامل الانتماء وقادر على ممارسة مكتسباته الوطنية دون نقص أو تقصير أو تهميش ولا اعتبار للون أوالجنس أو الطبقة الاجتماعية إذا المواطنون في نظر القانون متساوون كأسنان المشط في الواجبات والحقوق في ظل المواطنة فإذا تحققت تلك المعايير والقيم يعيش المواطن في رفاهية ورخاء ويعم الخير في البلاد ويسود الأمن والاستقرار في ربوع الوطن، ولتعزيز روح المواطنة وجعلها سلوكاً حضارياً وفلسفة للحياة لابد من غرس منظومة من المبادئ الأخلاقية التي تقوي الشعور بالمواطنة وتجسد الانتماء إلى هذا البلد المعطاء ومعروف أن هذه المبادئ الراسخة تبدد الهواجس واليأس والتوترات النفسية لدى المواطن وتبعد القلق والاضطراب في الحياة اليومية وهناك عوامل تساعد على نمو روح المواطن منها:
1- نوعية التعليم الذي يتلقاه الطلاب والمناهج الدراسية.
2- المحيط الأسري والعائلي الذي يترعرع فيه على أن يكونوا من ذوي الثقافة والانتماء الوطني حتى يتشبع الطفل بهذه المبادئ.
3- توفير الحوافز والمساعدات في مراحل حياته الدراسية والوظيفية وغيرها.
4- التوجيه المعنوي والفكري الهادف.
5- أن تكون المبادئ والمفاهيم واضحة المعنى ومحددة الأهداف ومبنية على الثقافة الوطنية للمواطن ومعتقده الديني إذ ليس من الحكمة أن يأخذ المواطن هذه المبادئ من الخارج، ونقصد من ذلك كله أن يخرج مواطن لا يعرف التبعية والخنوع.
مواطن لا يتوقف عن طرق أبواب التقدم والتطور بكل ما أوتي من قوة مواطن يؤمن بوطنه ولا ينسلخ عن هويته مهما كان الأمر مواطن قادر على إثبات وجوده ويسعى لتحقيق هذه الرؤية وهذه الصورة النموذجية و الأمل معقود علي أن نجسد جميعا هذه المبادئ والقيم والمعان عمليا علي أرض الواقع.

فارح وابري وعيس