كان اليونان يعتبرون من أرق الأمم القديمة حضارة وأكثرها مدنا, فإذا أمعنا النظر في عصرهم الأول وجدنا فيه أن حالة المرأة كان بغاية من الانحطاط في جميع مجالات حياتها فلم يكن لها في ذلك المجتمع منزلة أو مقامة كريم. بل كان يعتقد أن المرأة هي السبب في جميع ألام الإنسان و مصابه,و أنها كانت في القاع في الدرك الأسفل من المكانة. فكانت علي هذا في غاية من المهانة والذل و إهدار الكرامة, لدرجة أنهم كانوا لا يجالسونها علي مائدة الطعام,و بالأخص,إذا كان عندهم ضيوف غرباء,فشانها شان العبيد و الخدم...
أما في عصر الرومانيين وهم الذين بلغوا ذروة المجد و الرقي المزعوم أيضا بعد اليونان,و في هده الأمة أيضا نلاحظ أن القوانين و الأنظمة تميل إلي ظلم و حرمان و اضطهاد المرأة,و كان من شعارهم فيما يتعلق بالمرأة(أن قيدها لا ينزع,و نيرها لا يخلع), و كان للرجل في مجتمعهم حقوقا كاملة علي أهله. مثل حقوق الملك علي رعيته,فهو يتصرف بزوجته علي هواه,بل بلغ من سلطته في هذا الشأن أن كان يجوز له حتى قتل زوجته في بعض الأحيان !!!..
وفي العصر الجاهلي قبل الإسلام ‘ فإن المرأة كانت في حالة مزرية للغاية حتى وصلت إلي مستوي من الانحطاط و الضعف و الإهانة قد لا يصل بها إلي مرتبة الإنسانية,فهي معدومة الحقوق حتى من إبداء الرأي في أي شان من شؤون حياتها,فلا ارث ما دامت أنثى لأن العادة عندهم(لا يرث إلا من يحمل السيف و يحمي البيضة),و لا حق لها في الاعتراض أو المشورة بشان زواجها فالأمر إلى وليها, حتى أن الولد يمنع أرملة أبيه الزواج حتى تعطيه جميع ما أخذت منه.هذا إن لم يضع عليها ثوبه قائلا, ورثتها كما ورثت مال أبي, وله أن يتزوجها بغير مهر أو يزوجها لغيره ويتسلم هو مهرها. وهذا ما كان يحدث عند اليونان والرومان.
إن حقوق المرأة في الحضارة الإسلامية لا تتغير ولاتسقط بتبدل الزمان أو المكان أو لأحوال أو الظروف أو مهما رغب الراغبون أو كره الكارهون, لان حقوق المرأة في لإسلام وما جاء في الشريعة الإسلامية إنما هو تقرير وتشريع الهي أوجبه الله لها مند اللحظة التي خلقها الله تعالى من نفس أدم عليه السلام,لذلك فهي لاتحد لآي سبب كان فهي حقوق ثابتة لا يملك احد أن ينتقسها
أن المرأة في بلدان الغرب التي توصف بأنها ( بلدان الحرية والديمقراطية) ظلت طبقا للقانون الإنجليزي العام –حتى منتصف القرن الماضي تقريبا – غير معدودة من الأشخاص آو المواطنين الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم لذلك لم يكن لها حقوق شخصية ، ولا حق في الأموال التي تكسبها ،ولا حق التملك ،حتى الملابس.
ثم حاولت المرأة أن تتحرر وتجاهد لتحصل على حقوقها "فدفع بها الوضع الاجتماعي الذي لا يرحم إلى أن أصبحت تطرد من المنزل بعد سن الثامنة عشر لكي تبدأ في الكدح من أجل لقمة العيش، وإذا ما رغبت أو أجبرتها الظروف علي البقاء في المنزل مع أسرتها بعد هذه السن فإنها تدفع لوالديها إيجار غرفتها ،وثمن طعامها, وغسيل ملابسها ،بل تدفع رسما معينا مقابل اتصالاتها الهاتفية.
لقد انهارت سعادة المرأة في بلاد الغرب، وضاعت أمومتها الحانية، وتهدّم بيتها، وتشتّت أسرتها، وفقدت إرادتها وشخصيتها، فغدت أَمَة مبتذلة وأجيرة مذلّلة وحامل طفل لقيط، تبحث عن سكنها وطمأنينتها ومقصدها في هذه الحياة فلا تجد شيئا من ذلك.
المرأة اليوم في عالم الغرب تمزّقها مأساة مؤلمة، إنّ كثيرًا من النساء هناك يحملن على أكتافهن ظلمَ الرجال وصعوبة الحياة، يحملن على أكتافهن أطفالاً قد حُرموا حنانَ الأبوة ورعايتها، والمرأة هناك تتلقفها ظلمات الحيرة والندم كلما صرخ طفلها يسأل عن أبيه. مجتمعٌ يدين بهذه النظرة المقيتة لا يمكن أن ينصف المرأة ويضعها في موضعها اللائق بها، ولا يمكن أن ينظر إليها نظرة تكريم.
سعادة حسن