قد بات من المسلمات غير القابلة للتشكيك النضج السياسي الذي يتمتع به الشعب الجيبوتي الذي استمر على نهج المسيرة الديمقراطية الوطنية ما يقارب 20 عاماً والتي أفرزت لديه تشكل هذا الوعي والنضوج السياسي، الذي لا يدع مجالاً لتغييب دوره الفاعل في الانتخابات أو إضعاف مشاركته في هذا الاستحقاق الوطني عبر التلاعب السياسي والتحايل وتشويه الحقائق، فهذا الأمر بات مكشوفاً لدى ذلك الشعب الناضج الذي يعي جيداً الوضع السياسي الراهن وضرورات المرحلة وما يقع على عاتقه من مسئوليات للتعبير عن خياراته السياسية في الانتخابات الرئاسية التي ستدعم مسيرة التنمية في بلاده. والتي كانت أصلاً من نتائج قراراته في الانتخابات الرئاسية عام 1999 والتي فاز فيها رئيس الجمهورية، وقادت البلاد إلى تحقيق سلسلة من التحولات النوعية لصالح الوطن والمواطنين تؤسس لإنجازات هامة تفتح آفاقاً واسعة في التقدم والازدهار بكافة المجالات. ستجري الانتخابات الرئاسية القادمة في البلاد ليحدد أبناء جيبوتي مستقبل وطنهم على ضوء شمس التغيير التي أشرقت على واقعهم وأسهمت في طي صفحات ظروف بالغة الصعوبة في مجالات الحياة المختلفة وفتح صفحات ناصعة تشهد ارتفاع مستوى المعيشة والمؤشرات الرئيسية لأداء الاقتصاد والحركة التنموية، ليؤكدوا على ضرورة مواصلة العمل الدؤوب والانجازات ويقرروا مصير من يريد حجب شمس التغيير وذر الرماد في عيون الحقيقة التي تبدو شامخة أمام من يتجرد عن الأنانية وتحقيق المصالح الذاتية والذرائع لتبرير الفشل في إمكانية الفوز في انتخابات رئاسية تعتبر تتويجاً لمسيرة طويلة من العمل الدؤوب لتطوير البلاد وتتجسد هذه الحقيقة في تنفيذ مشاريع تنموية عملاقة لا تتأثر أبداً من هذا الاصطياد في الماء العكر.
إن أي واحد يحاول قراءة المشهد السياسي الراهن في البلاد يرى جيداً الخارطة السياسية التي يتمركز حولها من يرفع برامج ومشاريع سياسية هادفة تسعى إلى صياغة واقع مزدهر يعم خارطة البلاد ويعزز مقوماتها ومصادرها التي تتصدرها المصادر البشرية، وتستند هذه البرامج إلى رصيد هائل من الانجازات صرفت لصالح خدمة هذا الشعب، وتحمل فكراً سياسياً سليماً أنتج عن قيم ومؤسسات الدولة ويتبع مبدأ التغيير لإحداث إصلاحات جذرية وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا من خلال منظومة آليات تغيير تتلائم مع ظروف كل مرحلة ومتطلبات المسيرة التنموية، وبهذا الشأن يتجاهل أصحاب المآرب الخاصة جميع التغييرات التي أفرزت إنجازات وتحولات ملحوظة في ميادين كثيرة تهم حياة المواطنين ويتشبثون بالتغيير الجزئي الذي حدث في ميدان السياسة والذي جرى من أجل الاستجابة للمطالب الشعبية بهذا الخصوص وعبر الهيئات التشريعية التي اختارها الشعب لهذه المهام.
ويهدف هذا الفكر السياسي السليم أيضاً إلى إجراء الحوار السياسي البناء الذي يدعم الديمقراطية ويعزز فرص تحقيق التفاهم بين الشركاء في العملية السياسية تجاه القضايا الوطنية المصيرية. والتي تندرج في إطار استحقاقات العملية الانتخابية ومتطلبات تأمين أجواء مواتية للانتخابات.ويدين هذا الفكر أي خطاب يهبط بمستوى النقاش السياسي. ويثق بنضجه السياسي، وثقة الناخبين فيه. وعلى أساس هذه البرامج والمشاريع السياسية يخوض الانتخابات الرئاسية في 8 أبريل عام 2011م .
ومقابل هذه الخارطة السياسية يتقوقع فكر سياسي غير سليم على مساحة سياسية تعاني من الأنانية والازدواج وخيارات سياسية اتسمت بالانهزامية ومخاوف من الخسارة في الانتخابات الرئاسية وافتقار إلى برامج سياسية ذي مصداقية ومقبولة لدى الناخبين ولذلك تختلق ذرائع وأكاذيب لتغطية الفشل الذي يتربص بها في الانتخابات الرئاسية وتطلق موجات من الكراهية والعداء لرموز الجمهورية ويحفل قاموسها السياسي بالمهاترات والذي يظهر أنها هي الفن السياسي الوحيد الذي يتقنه من يحمل هذه الخيارات السياسية، طمعاً في إثارة العواصف الترابية على أجواء الانتخابات واستحقاقات العملية السياسية التي لا تحمل لهم خيراً.
وبالتأكيد سيحيق بهم الفشل والخسارة التي طالما تخوفوا منها في يوم العرس الانتخابي عندما يصوت الشعب لمن يريد أن يواصل العمل الدؤوب والإنجازات الطموحة، ويقرر مصير من يريد حجب شمس التغيير وذر الرماد في عيون الحقيقة وإن هذا المصير سينتهي بخروجهم من العملية السياسية مطرودين من قبل هذا الشعب الناضج.
عبد السلام علي أدم