أصبح مألوفاً وواقعاً تفرضه الإرادة السياسية للقيادة الوطنية انتشار قطاعات وجحافل جيش التنمية على عموم التراب الوطني وهي ترفع رايات تحقيق التنمية في كل المجالات وترفرف تلك الأعلام فوق المناطق التي تشهد فتوحاتها وتستبشر بغدها المشرق ، بعد أن تودع عهوداً وأميالا كانت الحاجز الذي يحول دون تحقيق ذلك. وقد تبدوا هذه الأعلام جلية فوق الأبنية والصروح التي شيدت سواءا لصالح التربية وتعليم رجال الغد التي تشمل كافة مراحل التعليم وتستوعب كل الأطفال الذين بلغوا سن التدريس ، وتمتد مؤسساتها إلى جميع أنحاء البلاد ، حتى القرى النائية أصبحت عامرة بها وتوفر لأبناء الرحل إلى جانب التعليم مسكناً ورعاية متكاملة ، وأصبح ذهاب الطفل إلى مكان بعيد للدراسة شيئاً من التاريخ ، كما هو الحال في ظاهرة التسرب المبكر من الدراسة بعد أن غدا إكمال مرحلة التعليم الأساسي أمراً إلزامياً على كل طفل ، وبدأ التعليم يستجيب لاحتياجات سوق العمل عبر افتتاح ثانويات مهنية مجهزة بأحدث التقنيات تكون أساساً لتنوع مجالات التعليم التي تثبت جدارتها في جميع ميادين العمل ، ومع حركة سير العملية التعليمية ضمن موكب التنمية الذي يجوب في أرجاء الوطن انطلق التعليم العالي بوتيرة متسارعة نحو بلوغ نهضة تعليمية تدفع عجلة هذا الموكب ليتمكن من نصب علم الرقي والإزهار على كل حجر وزاوية من ترابنا الوطني لتتحول إلى معالم بارزة تقف شاهدا حيا علي عصر نهضة تدفع بلادنا عقارب الساعة لتعلن ولوجنا إليه من أوسع أبوابه ، وإن استكمال بناء الجامعة الوطنية المتكاملة سيتوج مسيرة التعليم الحالي في بلادنا لتحرز مزيداً من التطور ، ولا تتوقف مساعي وتحركات جيش التنمية عند مجال التعليم وحده ، بل يدفع تعزيزاته إلى كل ساحات وميادين البلاد. ففي قطاع الصحة يتم العمل على توسيع نطاق الخدمات الصحية لتشمل أقصى مناطق البلاد ، وإقامة مستشفيات ومراكز صحية جديدة في كافة الأقاليم الداخلية وتعزيز أداء المرافق الصحية المتوفرة زافتتاح مراكز متخصصة سواء كان في مجال غسيل الكلي أو علاج أنواع السرطانات التي تصيب النساء ، والحرص على توفير التقنيات والأجهزة الطبية الحديثة مثل الأشعة والمناظير العلاجية التي كانت تجعل المرضى يشدون الرحال إلى الخارج بحثا عن العلاج ، وتجهيز فرق صحية متنقلة ومتكاملة من الأطباء والمساعدين والقابلات لتجوب المناطق النائية من أجل تقديم الخدمات الصحية لسكانها.
وشهد ميدان محاربة الفقر إطلاق عديد من البرامج التنموية من خلال المبادرة الوطنية للتنمية الإجتماعية التي تم تطبيقها على أرض الواقع منذ عام 2008 ولتعمل على تقويض أشكال الفقر ومكافحة تداعياته التي تنعكس سلباً على العباد والبلاد ولذلك اتخذت حملات محاربة الفقر عناوين متنوعة تساهم في إخراج الوطن والمواطنين من دائرته، عبر توفير التأهيل المهني للطلاب المتسربين عن الدراسة وإنشاء أسواق تجارية للباعة محدودي الدخل ، وانتشال الشرائح الأكثر احتياجاً من دوامة الفقر عن طريق تمكينها من الاستفادة من أنشطة صناديق الادخار والإنتمان التي تم إنشاءها في هذا الإطار ومن أجل تحسين الخدمات الاجتماعية هناك برنامج موسع للتطوير الحضري في بلبلا يشمل إنشاء طرق وإنارات عمومية ، وتزويد 13 قرية بالطاقة الشمسية في أرجاء مختلفة من البلاد ويسعى جيش التنمية إلى مد شبكة من الطرق تربط بين جميع أقاليم البلاد وتسمح له بسرعة التحرك وتلبية متطلبات التقدم .
ولتدب الحياة في كل منطقة تصل إليها تعزيزات هذا الجيش يقوم بتنفيذ مشاريع مكلفة جداً لإنتاج المياه لتلبية حاجة الإنسان الضرورية في هذا المجال ولاستصلاح الأراضي الزراعية .
ولتوفير الطاقة التي تعتبر جزءاً من مقومات الحياة ومصدراً ضرورياً لانتاج الوقود اللازمة لجيش التنمية من أجل مواصلة مسيرته النهضوية تتواصل المساعي لاستغلال طاقة الحرارة الأرضية على الرغم من الصعوبات الفنية الكثيرة التي تعترض طريقها ، ويتم تدشين مشروع الربط الكهربائي بين بلادنا وبين إثيوبيا قريباً ليتيح الحصول علي طاقة كهربائية رخيصة للمواطنين وهناك مشاريع أخرى لتوليد الطاقة من الرياح والشمس .
وفي المجال الاقتصادي الذي يعد من الأهداف الإستراتيجية التي من أجلها يواصل فتوحاته وحروبه لتحقيق مؤشرات مهمة تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد ومستوى معيشة المواطنين ، يواصل جهوده لتطوير البنية التحتية الخدمية في بلادنا بسبب أهميتها لاقتصادنا الوطني ، وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتعزيز الثقة في المؤسسات والنظام المالي ، ورفع سقف الإنتاج الوطني وموازنتنا العامة ، وتعتبر المصادر البشرية رقماً مهماً يقف وراء تحريك جيش التنمية ليرفع لواء الرقي والازدهار بفضل سواعد هذه المصادر البشرية التي ستواصل فتوحاتها على كل الجبهات من اجل تحرير البلاد والعباد من نطاق الفقر والتخلف .

عبد السلام علي أدم