كانت هناك قرية بسيطة ينعم اهلها بالامن والامان وعبادة الرحمن، فاغدق الله على اهلها الخير والعطاء وكان في منتصف القرية شجرة جميلة يستظل ويجلس حولها الجميع، استشكل الامر على الشيطان بشأن اهل القرية فقرر اغوائهم وبث الفرقة والتفرقة بينهم وخلق الفتنة.. فوجد اللعين ظالته في الشجرة ليقترب منها ويحركها ويخرج اصواتا من حولها ليثير الجميع بحركاته والاعيبه، وماهي الا أيام حتئ ارسل اعوانه محملين بالقرابين الى الشجرة من اجل التقرب لها وخلق هالة من القدسية حولها وتم له ذلك فقد انصرف الكثير عن عبادة الرحمن الى عبادة الشجرة والتقرب لها.. وكان في القرية رجل مؤمن معروف للجميع بورعه وصدقه، لما علم بالامر قرر اخذ فأسه وقطع وقلع الشجرة من عروقها وفعلا اخذ فأسه با تجاه الشجرة ليقطعها عندها استوقفه الشيطان ليمنعه من ذلك فما كان من المؤمن الا ان تشا جر معه وتقا تل حتئ بلغ من التعب والاعياء مأخذ فقرر الرجوع والعودة في اليوم التالي لقطع الشجرة بعد ان اشبع الشيطان ضربا وتقتيلا ليتركه امام الناس كالجثة الهامدة.. وفي اليوم التالي حدث مثل ما حدث في اليوم الاول من انتصار المؤمن علئ الشيطان وتقتيله وفي اليوم الثالث والرابع ولمدة اسبوع فيقرر العودة في اليوم التالي لقطع الشجرة.. هجم الهم والحزن والغم على الشيطان انتصار المؤمن عليه ومسح كرامته بالارض فأ ستشار اعوانه ليقرروا استخدام الخطة البد يلة وفي صباح اليوم الثامن اخذ المؤمن فاسه باتجاه الشجرة ليقطعها فوجد الشيطان غير مبالي بذلك وجالسأ يتفرج استغرب المؤمن ذلك منه او لعلها حيلة او مكيدة منه لم يقاوم فضوله وشكوكه فقرر سؤال الشيطان ماسبب جلوسك هذه المرة لم تحاول منعي او اعاقتي؟. فأجابه ان اردت قطع الشجرة فافعل ذلك وانا لن امنعك عن شي ولكن لدية امر اطرحه عليك هذه المرة وان لم تقبله فالشجرة امامك فافعل بها ماتشاء.. فقال: له وماهو؟.
فقال له: ارجع الى منزلك اليوم وفي الصباح ستجد تحت وسادتك كيس من الذهب خذه وانفقه على الفقراء والمحتاجين ممن تعرفهم وتعرف حالهم واذا لم تجد شي فارجع الى الشجرة واقطعها وعندئذ لن يلومك احد ولن يمنعك حتى انا.. فقال له بعد ان اطرق النظر في الامر: ولكن هذه المرة ساقلع رأسك قبل الشجرة فقال له: لك ذلك ان لم اصدق معك.. وفعلا ماهي الا ساعات ليظهر الصبح وليقلب المؤمن وسادته ليجد تحتها كيس من الذهب، بدء بعد الدراهم وقال في نفسه: سأنتظر في اليوم التالي لكي يكون مبلغا كبيرا واوزعه علئ عدد اكبر واكثر وحدث في اليوم الثاني والثالث والرابع وحتى سبعة ايام من حصول المؤمن على الاموال من الشيطان وهو يكنز بها ويجمعها وبعد انتهاء الاسبوع بدء المؤمن سابقا يترقب الصباح ليس لإقتراب موعد صلاته بل لإقتراب موعد قلب وسادته ودنانيره.. وفي الصباح قلب الوسادة فلم يجد شئ.. قلب السرير باكمله فلم يجد غير خيبة الامل اخذ فأسه باتجاه الشجرة ليقطعها وهو يتفوه بكلمات والفاظ نابية بحق اللعين وتفور منه ثورة الغضب، فوجد الشيطان بانتظاره هذه المرة ليشبعه ضربا وقتلا وسبا وشتما واهانة حتئ وقع علئ الارض ولم يعد يرفع يده فقال المؤمن :هل ان اسألك بشي فقال اسئل فقال له: كنت اشبعك ضربا وقتلا مالذي حدث هذه المرة وكيف اصبحت قويا ؟. فقال له انا لم اصبح قويا ولكن انت الذي اصبحت ضعيفا وضعيفا جدأ فقال المؤمن كيف؟. فقال اللعين: كنت تأتيني بقوة الحق وروح الرحمن متوجها نحو الشجرة لقطعها وليس لك غرض غير ذلك.. اما اليوم فقد اصبحت ضعيفا وهزيلا لأنك جئت مطالبا بالدراهم واصبحت اليوم نتننا وتفوح منك رائحة كريهة بينما كنت في السابق رجلا تفوح منك رائحة زكية وعطرة..
كانت هذه قصة لرجل من زمن سابق فماهي قصة رجال اليوم لتفوح روائح كريهه ومزعجة من دوائر ومؤسسات عديدة هل هي نفس الرائحة ام تبدلت كثيرا؟..

فيصل مختار
Minnesota, USA