هنالك العديد من الناس في المجتمع الجيبوتي أو في أي مجتمع آخر يتميزون بخفة الدم وسرعة التأثر وآخرون تغلب عليهم العاطفة فيحكمون علي الأشياء بمقاييس عاطفية ونظرتهم إلي الامور تكاد تكون سطحية وتغلب عليها السذاجة وليس هذا أمرا غريبا إذ أن لكل مجتمع على وجه الأرض خصوصياته وعاداته وخصائصه الاجتماعيته وثقافته بسبب البيئة التي يعيش فيها وهذا تقييمي الشخصي للموقف فقد أكون على الصواب أو مبالغا وفي كلا الحالتين يكون الامر جيدا إذا وجدت الفكرة من يصوبها ويصححها وإن كانت هناك مؤشرات أو ما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه إذ أننا نجد المقاهي والمطاعم في المنطقة التجارية بالعاصمة تعج بالناس وتحدث بينهم مناوشات ومشادات كلامية نحن في غنى عنها هذا السلوك يضيع الوقت ولا يفيد أبداً فترى البعض يتشدق بالكلام ويخوض في الحديث يصول ويجول فيخيل إليك للوهلة الأولى أنه صاحب قرار وشأن وتجد في النهاية أنه لا صلة له بالموضوع لا عن قريب ولا عن بعيد وترى الآخر يتكلم عن هذا ويجرح هذا ويعدل الآخر دون علم أو معرفة بمسائل الجرح والتعديل ونشير أن هذا النوع كثير في كل المجتمعات وبشكل خاص في مجتمعنا الجيبوتي المعاصر وعليه لابد من التوقف عليه وتصحيح هذا السلوك الخاطئ لأن قيمة الوقت لا تقاس بالثمن وأن عداد الوقت لا يرجع إلى الوراء ونحن أمة مسلمة منهية عن الخوض فيما لا يعنيها إذ لا قيمة لمن يضيع وقته بالقيل والقال ولهو الحديث ويمارس عملية الجرح والتعديل دون أهلية وهذه عادة تعود عليها كثير من الناس وخاصة مدمني الكلام في المقاهي والمطاعم
ونقول لهذا الصنف من الناس رب متشدق يجانب الصواب ورب متفلسف لا يعير أحد لكلامه أهمية ورب ثرثار لا يقنع جليسه القريب فكيف للآخرين فمن لديه قدرات البلاغة وهو أهل لحسم المواقف فلماذا يضيع هذه القدرات ولماذا لا يوظفها في مكانها بدلاً من أن يجلس أمام المقاهي والمطاعم فإذا كنت ممن أعطاه الله العلم والمعرفة والحنكة السياسية فكيف يروق لك اهدار وقتك بأحاديث لا تعود عليك بالفائدة وكيف يسمح لك الضمير أن تغتاب الناس وتعير من خالفك الرأي؟! فعلاً لا يحضرني تعبير أو أسلوب لمخاطبة هذا الصنف من الناس ولا أدري أأصابهم الهوس النفسي أو مسهم الجن أو أصابهم الجنون، ومعروف أن من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه و وأن ديننا الحنيف نهى عن الغيبة والتعرض لأعراض الناس وأمر المسلم أن يحافظ ويحفظ لسانه عن الآخرين ولكن هيهات هيهات وفي النهاية نقول فالتعلم النفس البشرية أن الله غفور رحيم ولكن أيضاً شديد العقاب فلا تطلق لسانك إلا فيما أنت أهل له.
فارح وابري