السعفيات هي إحدى المنتجات اليدوية تصنع من سعف النخيل كانت في الماضي من ضروريات تسيير الحياة كأدوات منزلية تستخدم في الأكل والسفر والزينة كالزنابيل والسلل والشنط والقبعات والسفر .... الخ تصنع بأحجام مختلفة وأشكال فنية وهندسية في غاية الاتقان والدقة والروعة لاتخلو من لمسات ألوان الطيف الساحرة . ويختص بمزاولة هذه الحرفة بعض النساء اللواتي لازلن يحرصن ويحافظن على هذه المكنونات من الإندثار كونها تعكس أصالة موروثات حياة الآباء والأجداد التي سادت وصمدت قروناً من الزمن ولا ترال ماثلة للعيون محتفظة بألقها وتألقها تفرض وجودها في زمن العولمة ببدائله العصرية لها كونها تفوح برائحة التراث النابعة تخاطب عمق إلانسان وتحدثه بلغة الإنتماء كجزء من ذاته. وإيماناً منا بأهمية هذه المشغولات بإعتبارها أحد أهم روافد الهوية الوطنية كان لعدسة القرن جولة لإبراز هذه الصناعة على بعد خطوات من سميراميس هناك حيث يجد المرء نفسه مجبراً على الإنحناء لتلك الأنامل صناعة الفن والحضارة والتواصل وهي تحيك تلك المشغولات في منتهى الروعة التي تضفي على المكان سحراً وجمالاً وروعة ذلك المنظر يكمن في روعة تلك النساء الجيبوتيات اللواتي استطعن أن يحولن عطاء الأرض بأنامل لا تتوقف لتقدم للمجتمع ملاحم من العطاء والإبداع وهي تعمل بصمت دون كلل أو ملل لتتحفنا بروائعها حينما تلامس سعف النخيل فلهن نهدي اكاليل من الفل ونضعها على أعناقهن حباً ووفاء ونهمس في اسماعهن الواعية أنتن الحضارة والمنارة مرددين حكمة الحكماء ما خاب قوم أبداً صنعوا من أعمال أيديهم المفعمة بديمومة البقاء لربط الماضي بالحاضر.
عبد الحكيم المقرمي