يعتبر اللسان من أخطر أعضاء الإنسان وأشدها فتكاً ولا تتوقف خطورته على صاحبه وإنما تشمل المجتمع برمته إذا ما استخدم بشكل سلبي كبث الفتنة والنميمة والسب والكذب وغيرها وكلها ميادين اللسان ومواطن خطورته ليتحول بذلك إلى مصدر تهديد للأمة إذن فلا تطلق عنان لسانك لينهش الأعراض وأن هذا العضو الخطير يعتبر أيضاً من أهم الأعضاء في جسم الإنسان إذا ما وظف في ميادين الخير والإحسان والتوعية والإرشاد والبحث عن الحقائق وبدونه يصبح المرء أبكماً لا يكاد يبين ولا يقدرعلي منافسة أقرانه في معركة الحياة ويعد فاقد هذا العضو من ذوي العاهات الخلقية ومن المعوقين ولا يعتمد عليه بالشهادات القضائية ويستحيل حصوله علي عضو بديل بالمقارنة مع الأطراف الإنسانية الأخرى أنه نعمة إلهية يجب على المرء أن يشكر الله عليها ويسخره في ميادين الخير والطاعات والنصح والإرشاد، كما أن للسان وظيفة أخري مهمة ألا وهي عملية فحص وتصفية المأكولات قبل أن تصل إلى البطن أو قبل ابتلاع اللقمة قبل الهضم وهذا ليس حصراً لفوائد اللسان وإنما هناك الكثيرمن الفوائد التي لم نتطرق لها، وعليه يجب المحافظة عليه وصونه من استخدامه في غير موضعه، وما لخطيب المفوه والداعية المفحمة والمدرس الناجح والصحفي اللامع والمغني النجم الساطع إلا باللسان وما الحاكم العادل لنصل الحدود وبت القضايا الشائكة إلا بواسطة اللسان لإظهار الحق وإثبات الحجة وبه تدار وتناقش الموضوعات الحوارية لمعالجة المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية إنه الوسيط الوحيد بين البشر وبين الأمم على وجه الأرض مع اختلاف اللهجات وفي الختام ننبه إلي الترفع من استخدامه في غير محله انطلاقاً من معنى الحديث النبوي الشريف، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم.
فارح وابري وعيس