اشتهرت جيبوتي منذ استقلالها عن الاستعمار الفرنسي عام 1977م بالاستقرار السياسي والأمني والحياد ولم يكن هذا ناتجا عن الفراغ أو الصدفة أو الطبيعة والمجازفة وإنما هو نابع عن الإرادة الشعبية وسياسة الحياد التي انتهجتها جيبوتي كما أن طبيعة الشعب الجيبوتي المسالم ومبادئ الراسخة التي غرسها الآباء والأجداد والجهود المخلصة التي بذلها القادة أسهمت في سيادة قيم المحبة والتعايش والتلاحم مع الآخرين وتعزيز مبدأ المشاورة والحوار وسيلة لحل المشاكل.
وقد دأب القدماء بنشر ثقافة السلم والإخاء بين الأطراف دون وسيط دولي وتحت الشجر ويشهد علي ذلك التاريخ والأدب الشعري الجيبوتي وللمحافظة علي هذا النهج وتلك المبادئ لابد من تحمل المشقة وتخطى الصعاب والتحلي بالصبر والحلم و نشر الوعي وتقبل الرأي الآخر، وغرس هذه المبادئ في قلوب المواطنين لمواجهة المتغيرات والتحديات .
ومعروف أن الوحدة من أسباب القوة والتلاحم والمنعة والتعايش السلمي وهي بداية المثلث ولا تقل المساواة أهمية عن الوحدة إذ من خلالها تتحقق العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبالمساواة تختفي الطبقية والطائفية والفهم الصحيح لهذا المبدأ وهذا الشعار يبعث في النفوس روح والعزيمة ويشعرهم بالمسئولية الجماعية وتعين علي الارتقاء بوعي ا الأمة وتوجيهها نحو التقدم والتطور وبالمساواة تعيش الأمم حياة الرفاهية ويكتب لهم النجاح في مسيراتهم الوطنية ولو حققنا في أرض الواقع معاني الوحدة والمساواة لا محالة ولاشك أن السلام يحل البلاد ويعم في ترابه الأمن والاستقرار وينعم الشعب بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهذه المعاني الثلاثة التي تعتبر مثلث نهضة أمتنا الجيبوتية كفيلة بضمان حياة كريمة لشعبنا وتسمح لهم بممارسة حياة وبكل حرية حتى يسود بينهم الحب والتآلف والتلاحم الاجتماعي،
وتتجلى معاني الوحدة والمساواة والسلام في الوقت الحاضر إذ نحن على أبواب مواقف تاريخية ومتغيرات زمنية تختلف عن المراحل السابقة ونحن شعب واحد لا يتجزأ وتحت قيادة واحدة وبالوحدة والمساواة والسلام نصنع الإنجازات ونحقق الأهداف السامية للتطوير والتعمير لهذا البلد لدفع عجلة التقدم وبناء مستقبل زاهر لأمتنا وتطوير مؤسساتنا الإدارية بمستوى تؤهله لمواكبة المتغيرات الراهنة تلك.
فارح وابري وعيس