21/4/2011
الجميع يرى على وجه هذه البسيطة دارساً كان أو غيره عند مقارنة المتفائلين بالمتشائمين أن أرباب التفاؤل أفضل على الصعيد الأكاديمي والاجتماعي والصحي من أصحاب التشاؤم.
وصناعة النجاح مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالتفاؤل، فالذي يتفاءل بالنجاح في حياته يجده في متناول يده على عكس المتشائم فإنه قانط من رحمة الله الواسعة المتجلية على رؤوس خلقه، مشكك في الإنجاز مهما كان حجمه وسطوعه، لذلك فإنه لن يتقدم ولو خطوة من أجل الوصول إلى غايته.
في الثامن من الشهر الجاري جرت في بلادنا انتخابات رئاسية فاز فيها فخامة الرئيس الحاج إسماعيل عمر جيله بولاية جديدة، وسبق تلك الانتخابات مهرجانات مختلفة عمت التراب الوطني أطلقت من خلالها مشاريع متعددة في مجالات مختلفة، وتحدثوا أيضاً من خلالها عن الانجازات التي تم تحقيقها في السنين الماضية، وكانت ردود المتلقين متفاوتة ما بين متفائل ومتشائم، فالمتشائم ليست له أفكار منظمة وأهداف محددة ولا يثق في نفسه، ولذلك جاءت أفكارهم مطابقة لماضيهم كرروا دعوتهم إلى النوم ومقاطعة الانتخابات، ولم يلتفتوا بل أنكروا ما تحقق من الانجازات في السنوات الماضية، عموا واعتموا، ولكن حصل العكس وغلب التفاؤل على التشاؤم.
والمتأمل يرى أن للتفاؤل أساسيات يمكن أن تساهم في بناء نفسية مقبلة على الحياة، محققة لإنجازات، ولا يمكن أن ننسى أن أهم أساس للتفاؤل يمكن في التربية، وعلينا جميعاً أن نقوم بتربية أبناءنا تربية صالحة لأنهم شباب اليوم ورجال المستقبل، فالأطفال يتعلمون التفاؤل في سنواتهم الأولى من خلال آبائهم وأمهاتهم وأساتذتهم، وبالتعليم والقدوة، أكثر أثراً من مئات الدروس، وآلاف الكلمات، ولنا أن نقارن بين طفل ينشأ في بيئة أبوية يتحدث فيها الأبوان عن جمال الدنيا، ويريان النصف المملوء من الكأس، وبين طفل يترعرع وأبواه يرتديان نظارة سوداوية يريان من خلالها الدنيا والحياة والأشياءّ، إننا نرى من حولنا أن أشخاصاً يعيشون في بيئات متقاربة، إلى حد التطابق ، وفي ظروف متشابهة تماما ، وفي أحوال اجتماعية واقتصادية وصحية واحدة، لكننا نجد أنهم يختلفون في نظرتهم للحياة وبعضهم ينظر إليها بمنظار متفائل، فتزين حياته، وتجمل معيشته، وتتوارى كالبخار ضغوط الحياة اليومية، فيما تجعل النظرة المتشائمة صاحبها متقوقعاً في حياته البائسة الكئيبة.إن صحبة المتشائمين مظنة لتسلل التشاؤم إلى النفس، فيما صحبة المتفائلين تجعلك تقبل على الحياة بإيجابية تساهم في صناعة شخص ناجح لا يعرف إلا تحقيق النجاحات والانتصارات وبث التفاؤل في نفسه وفيمن حوله.
السلى أحمد عبد الله