خضع الشعب الجيبوتي لتجربة لقياس درجة التفاؤل حول مستقبله وقد أظهرت نتائج هذه التجربة أنه شعب متفاءل يؤمن بمستقبل أفضل لوطنه ويدرك أن بلاده تقف على مشارف مستقبل زاهر ومشرق ، وعلى هذا الأساس اختار في الانتخابات الرئاسية رئيس الجمهورية الذي يراوده أمل كبير لبناء جمهورية جيبوتي المزدهرة والقوية والغنية ويعزم على تنفيذ برنامج تجديدي طموح يستند إلى رؤى شمولية ستتجاوز تحديات الحاضر والمستقبل ، ولهذا لم يعر أدنى اهتمام لدعوات دعاة الشؤم والانهزام ، وأصبح الشعب الجيبوتي يردد عبارة " أن السنوات القادمة ستكون لنا " للدلالة على مدى تفاؤله لما سيشهده واقع حياته من رخاء وازدهار ، وقد حدث بالفعل ترجمة بعض تعهدات رئيس الجمهورية إلى واقع ملموس ومنها قضية ضمان حقوق العمال الجيبوتيين لدى شركات الوساطة التي كانت جزءاً من وعود الحملة الانتخابية للرئيس فسجلت هذه المشكلة رقماً قياسيا في تنفيذ وتحويل تلك الوعود إلى واقع ملموس ، من خلال إثبات رغبة الحكومة لمعالجة هذه المشكلة عبر إصدار قرارات تؤكد على ضرورة التزام هذه الشركات بتنفيذ القوانين واتخاذ إجراءات عقابية ضد الشركات التي لا تلتزم بهذه القوانين ، ويأمل الشعب أن يشهد نهاية العام إدخار جزء من المبالغ التي تستهلكها فاتورة الكهرباء والماء من خلال خفض تكلفة الطاقة الكهربائية والمياه وتعزيز الجهود المضنية الهادفة إلى استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وحرارة الأرض الجوفية وإسراع إنجاز مشروع الربط الكهربائي بين جيبوتي وإثيوبيا ،ومن أجل تخفيف الأعباء وتعزيز موازنات الأسرة سيتم بناء حوالي 4 آلاف وحدة سكنية في كل سنة طوال السنوات الخمس المقبلة التي ستكون لنا وسنستفيد من مشروع براقو2 الذي يضم نحو 1700 قطعة أرض لتوفير السكن الذي يستهلك مبالغ كبيرة من موازنة الأسرة ويكون إحدى العقبات التي لا تمكن المواطنين من الادخار .
ولكي نمضى قدماً نحو تحقيق النقلة اللازمة في مسيرتنا خلال السنوات المقبلة سيتم ردم أي هوة بين المواطنين والأجهزة الحكومية وخاصة في مجال الإدارة التي ستجري فيها إصلاحات جذرية على الأساليب والنظم المتعبة من أجل الارتقاء بها وتبني نهج الإدارة الرشيدة والابتعاد عن البيروقراطية وسترفع الإدارة شعار التفاني في خدمة المواطنين ، وبدون إحقاق العدالة لا يتقدم ركب التطور وإذا لم تأخذ العدالة مجراها في الوقت المناسب سينجم عنها تأخير في تحقيق العدالة يتعارض مع مبدأ العدالة ، فسيجد أي شخص قد تضرر من ذلك سابقاً حقوقه في معالجة قضيته بسرعة من خلال تقريب العدالة إليه و تعزيز الإجراءات المتعبة في مجال إحقاق العدالة وتقليص مدة المرافعات وحل الملفات القضائية في أقصر وقت ممكن .
كل هذه الإصلاحات والخدمات تضع الأسس لبناء واقع الغد الذي نستشرف آفاقه المشرقة وهي تشكل المعالم البارزة للسنوات القادمة التي ستكون لنا .
عبد السلام علي آدم