بعد أن ذكرنا في الحلقة الماضية أهم خطوات تحقيق الطموحات الوطنية التي تنضوي مجتمعة على تضافر الجهود ، نتناول في هذه الحلقة خطوة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي أن تتم هذه الجهود الجبارة من قبل كوكبة وطاقم من أهل العلم والمعرفة وذوي الخبرة والبصيرة بمعنى أن تكون كل العملية مدروسة بدقة من قبل ذوي الاختصاص حتى تكون الجهود مثمرة وناجحة ، وعلى هذه الكوكبة من أهل المعرفة الذين نعتبرهم قاطرة في عملية تحقيق الطموحات الوطنية ان يقوموا بإعداد خطة إستراتيجية وطنية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع وعلى قدر إمكانياتنا الوطنية بحيث لا تكون خيالية بعيدة المنال ، ومما لابد من التأكيد عليه ومعروف أن تحقيق الطموحات الوطنية ليست مسئولية جهة لوحدها وإنما هي عملية شاملة ومسئولية جماعية تتطلب التحلي بقدر من الإحساس الوطني مع توفر الأهلية والكفاءة ، وعلى هذا الأساس يجب تحديد دور كل جهة أو فرد في هذه العملية . وعند الحديث عن الطموحات نجد كثيرا من الناس غير متفائلين وليس لديهم حماس قوي يدفعهم نحو تحقيق هذه الطموحات ، فتجده قصير الهمة ويرى الفشل عن قرب ، ولكن نحن أمام تحقيق طموحات وطنية لا تعرف الملل ولا الكلل ولا اليأس ، ونؤكد من جديد أن عملية النجاح والفشل تتوقف أولاً على تحديد الهدف و ثانياً على معرفة الطريقة المثلى لتنفيذ العملية ، وأخيراً توفير الأسباب المؤدية للنجاح وتدليل الصعوبات والتحديات ، ولابد من الإصرار والعزيمة واستخدام الطاقات والقدرات البشرية لتحقيق الطموحات الوطنية واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ولابد أيضاً من توفير الإمكانيات المالية اللازمة لتحقيق الطموحات الوطنية ، وهذا يتطلب من الكوادر الوطنية إعداد بحوث علمية ودراسات ميدانية وقراءة الواقع والبيئة لرفع التوصيات بشأن كافة المستلزمات التي تسهل تحقيق الطموحات الوطنية التي من شأنها ان تضمن للشعب الجيبوتي رفاهية العيش في المستقبل ، وتسهم في ذات الوقت في ترسيخ الأمن والاستقرار اللذين يعبران من السمات البارزة لجمهوريتنا الفتية .
فارح وابري وعيس