يحيي الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده ومعهه الشعوب العربية والاسلامية في هذه الايام الذكرى الثالثة والستون للنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني حيث تم طرده قسريا من وطنه ومصادرة ممتلكاته وهو منذ ذلك التاريخ يخوض نضالا دؤوبا من اجل العودة تلك النكبته التي ما زالت تعايشه، وتستوطن حنايا ذاكرته، وكل تضاريس وجدانه وأحاسيسه ,فسنوات التهجير والحرمان لم تشكل عامل نسيان له وانما كانت عامل تصميم وارادة قوية على العودة رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها ,وبقي متسلحا بحقوقه المشروعة واوصل القضية الفلسطينية الى الهيئات السياسية العليا في العالم وخاصة هيئة الامم المتحدة والتي اتخذت قرارات هامة لصالح عودة الشعب الفلسطيني الى ارضه ولكن لغاية الان والشعب الفلسطيني ينتظر تنفيذ تلك القرارات التي ما زالت محفوظة في اروقتها سيظل الخامس عشر من مايو أبجدية نكبة محفورة حروفها على جدار الذاكرة الفلسطينية، وحكاية أرض سليبة وشعب منفي عن وطنه التاريخي، وشعلة إصرار على استرجاع الحق لا يخمد لهيبها مهما طال الزمن وتراكمت التحديات وتعاظمت.
إن الشعب الفلسطيني في مايو 2011، وفي كل مايو آمن وما زال يؤمن- وإن وقع فريسة الإحتلال- أنه لم يهزم وأن عدوه لم ينتصر عليه..
وإذا كانت النكبة مسلسل آلام وأحزان لاينتهي، فثمة حقيقة لا ينبغي أن تغيب عن بال أي طرف كائنا من كان، مفادها أن ثوابت القضية الفلسطينية هي الأخرى مسلسل لا تنتهي فصوله. إنها حق يأبى النسيان، ما دام خلفه مطالب.
إن النكبة أكثر من مجرد فقدان للأرض، إنها فقدان للهوية، وتكريس واستمرارية للصراع، ومحاولات محو شعب بأكمله، وتدمير مستقبل مستقر للأمة العربية والفلسطينية.
النكبة التي تجسّد أول موجة تهجير وابعاد قسري للفلسطينيين من أرضهم. بالنسبة للفلسطينيين تمثل النكبة مصادرة الأراضي وتهجير وطرد 800000 فلسطيني من منازلهم . أصبح عدد هؤلاء اللاجئين وأولادهم وأحفادهم بعد 63 عام من النكبة أكثر من 6 ملايين لاجئ. لا يزال معظم هؤلاء اللاجئين يعيشون في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي البلدان العربية المجاورة
قال القادة السياسيون الإسرائيليون يومها عن الفلسطينيين: "الكبار سيموتون، والصغار سوف ينسون". وها هي النكبة تدخل عامها الرابع والستين، وإذا كان الكثيرون من الكبار قد ماتوا، فان أجيال الصغار جيلا بعد جيل لم تنس، ولن تنسى.
إن النكبة ذاكرة شعب، ذاكرة وطن، لا تقوى الأيام على إطفاء شعلتها مهما اشتدت أعاصير التحديات، وطال الزمن. ولا يزال مفتاح الدار التي سلبت ذات يوم، إرثا تتناقله الأجيال، وأمانة في الأعناق
وها هي الأجيال الفلسطينية التي خرجت في مسيرات العودة تحمل مفاتيح بيوت آبائها وأجدادها التي هجرهم منها "الاحتلال الإسرائيلي" والأجيال العربية التي خرجت في ميادين الحرية تهتف لفلسطين وقضيتها المقدسة تؤكد تحرير فلسطين من الاحتلال ستبقى قضيتهم الأولى وأن حق العودة "حق مقدس وهو حق شخصي وجماعي ووطني غير قابل للتصرف ولا يملك أحد التنازل عنه ولا يسقط بالتقادم.
و إن تبني الثورات الشعبية العربية للقضية الفلسطينية في شعاراتها ومطالبها أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية بوصفها قضية الشعوب العربية الأولى ولعل هتافات الملايين في ميادين الثورة في مصر وتونس وغيرها من الدول العربية أكدت بشكل لا يحتمل التأويل ان فلسطين بعد أكثر من ستة عقود من الاحتلال والتغييب والطمس والتهجير ستبقى الهاجس الأول والأخير ليس في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني وحسب بل في نفوس أبناء الأمة العربية من محيطها إلى خليجها.
وإن هذه المسيرة مسيرة العودة ستجعل حلقة النكبة تتحطم على صخرة الإيمان المطلق بحتمية تحقيق العودت إلى فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها ومن رأس الناقورة إلى رفح ، فالنكبة التي أرادوها طوقا يكبلون به الشعب الفلسطيني سيحولها الشباب الفلسطيني اليوم إلى حلقة من نار تحيط بالمشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني وتشعل فيه ناراً تحرق منه الأخضر واليابس ، فإرادة الشعب والمراهنة على جماهير الشعب سيبقى هو السلاح الأمضى في مواجهة النكبة ونتائجها وفي مواجهة الاحتلال وأدواته ، فالنكبة اليوم وفي ذكراها الثالثة والستين وفي ظل الفعاليات الفلسطينية والعربية ستكون بداية النهاية للمشروع الاستعماري على أرض فلسطين وخصوصاً وقد خطا الفلسطينيون الخطوة الأولى على طريق إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة إلى الجسد الفلسطيني الواحد من أجل مواجهة المخططات الصهيونية
وكانت اول ضربة قاسمة للاحتلال ترسيخ المصالحة الفلسطينية التي زلزلت الارض تحت اقدام اسرائيل وجائت اعترافات الدول بدولة فلسطين الضربة الثانية التي المت عمق الاحتلال الصهيوني في فلسطين
لياتي زحف الجماهير العربية والفلسطينية من مصر والاردن ولبنان وسوريا باتجاه فلسطين والاعتصامات التي ستكون امام السفرات يوم النكبة اكبر رد على ان الشعب الفلسطيني قد نسي ارضة ونسي لجوءه .
جمال أحمد ديني