تثبت الأيام والأعوام أن لا صداقة دائمة ، ولا عداوة دائمة ! وأن الأيام دول : يوم معك ويوم عليك..هذه سياسة متبعة ، وأسلوب ممنهج تميز به الغرب وحرصت دوله على التمسك به، والالتزام به سلوكا لا يتغير ولا يتبدل..!!
إن مصالحه فوق كل شيء وفوق كل اعتبار، ولو أدى ذلك لقهر شعوب وخراب بلاد..شعار الغرب: أنا ومن بعدي الطوفان.. وليذهب غيري إلى الجحيم.!
إن ما يتشدقون به من شعارات، وما يسوقونه من بضائع الديموقراطية والاقتصاد الحر ونصرة المظلومين إذا قيس بالواقع وقورن بممارساتهم على الأرض يتضح أنه مكر وخداع ليس إلا..!
سياستهم أنهم معك طالما أنت تدور في فلكهم وتخدم مصالحهم وتنادي بشعاراتهم ، وتروّج لأفكارهم ومعتقداتهم..وهم معك ما بقيت وفيا لهم لا تتعارض وجهات نظرك مع سياساتهم وربما أعطوك مساحة من الحرية من قبيل ذر الرماد في العيون، والإغراء بدس السم في العسل.!وقد يغتر بذلك كثيرون، فيتيهون بهم حبا ويمجدون كل أفكارهم وسياساتهم. ويدعون الناس إلى مجاراة الغرب في أسلوب حياته وطريقة عيشه إن أرادوا نهضة أو تقدما في كل المجالات.
لكن قد تحدث هزات من شأنها أن توقظ من رأوا الحياة من خلال منظار الغرب الصديق ، ليدركوا كم كانوا مخطئين في تحالفهم، واعتمادهم عليه.. في الوقت الضنك وهو ما يكشف معدن الصديق وأصالته ومدى صدقه نجد الغرب يتخلى وبكل برود ليغلب مصلحته ويدير ظهره ويتنكر له ويتجاهله وكأنه لا يعرفه.
أبعد كل هذا يمكن أن يظل الغرب "الصديق" صديقا؟! وأن تبقى العلاقات معه على ما هي عليه؟! ليس من مبادئه ولا من سياسته أن يكون هناك صديق دائم ، ولا عدو دائم.. بل الأمر يخضع للعرض والطلب كأي سلعة في السوق.
إن الفترة العصيبة التي يمر بها العالم العربي الآن أماطت اللثام عن كثير من الوجوه في الغرب لتظهر على حقيقتها، فنصاب بالدهشة ويتملكنا الوجوم ونشعر بأننا خدعنا كثيرا، وأنه كشر عن أنيابه وأظهر عكس ما كان يظهره وما كنا نؤمله عن حسن نية. لكننا خدعنا كثيرا وانطلت علينا الكلمات المعسولة فإذا بها تخفي وراءها الصاب والعلقم فتجرعناه رغم أنوفنا...ليقال لنا : يداك أوكتا وفوك نفخ.
إن موقف أالغرب مما حدث وما زال يحدث في العالم العربي يدل دلالة قاطعة أن الغرب ليس له إلا مصالحه ليعيش منعما مترفا يمارس كل ما يشبع لذاته ويرضي هواه ، وليست الشعوب الأخرى إلا في خدمة أطماعه.
وأفضل برهان على هذه السياسة المتقلبة موقف الغرب من تلك الأحداث وكيف كانو على الدوام يؤيدون ويباركون ويدعمون رؤساء سابقين في العالم العربي ويشيدون بإنجازاتهم في كل الميادين خاصة الاقتصادية ويعتبرون هم أحرارا وقد حققو نموا كبيرا!!.. ولكن متى تغيرت الأمور انقلب الوضع رأسا على عقب وأصبح صديق الأمس شخصا غير مرغوب فيه حتى أنهم منعو بعضهم من دخول بلادهم وذهبو أبعد من ذلك فجمدو أرصدتهم وأرصدة أسرهم.. تصوروا..؟! هذه صداقة الغرب..!!
إذن فاعتبروا يا أولي الألباب، وهبوا من غفلتكم ، وانظروا إلى الغرب نظرة واقعية وابنوها على ما يحقق أهدافكم ويخدم مستقبل أجيالكم.. إننا لا ندعو للقطيعة مع الغرب أو معاداته ..لا..لا.. بل أن تكون العلاقة معه علاقة ند وتكافؤ لا علاقة سيد بمسود ولا حر بعبد..!!
فيصل مختار
Minnesota, USA