بعد تناولنا لأهم محاور المتطلبات الأساسية والضرورية لتحقيق الطموحات الوطنية ابتداءً بالجهود الجبارة التي تبدلها القيادة وإعداد طاقم العملية التنموية وطرق مساعدة الشباب وتطوير حياتهم التعليمية والاقتصادية والاجتماعية وأبعادهم عن الوقوع بالمخدرات وتوفير فرص العمل للجيل الصاعد وتوجيههم نحو إنشاء الشركات الخاصة وتعزيز القطاع الخاص نعرج هذه الاطلالة علي دور الشباب ومساهمتهم في النهوض بعملية البناء من منطلق البدأ بالواجبات الوطنية ومن ثم المطالبة بالحقوق بالدرجة الثانية ومن المهم الاشارة هنا إلي أهمية أن يعى الشباب الجيبوتي حاجة البلد إلي أن يقوم بواجبه الوطني والاستفادة من الفرص المتاحة والاهتمام البالغ الذي تحظى به هذه الطبقة والعمل على تحقيق الطموحات الوطنية وأن تكون لديهم الروح الوطنية والشعور بالمسئولية تجاه أمتهم وبلدهم لأن الأمم تنهض بشبابها وتحقيق الطموحات الوطنية لا يمكن التطلع اليها إلا على أيدي هذا الشباب وبالرجوع إلى التاريخ وقراءة الانجازات التي حققها الآباء في شبابهم مازالت ذخرة وباقية مع قلة إمكانياتهم والصعوبات التي كانت تواجههم ومع ذلك حققوا الكثير بفضل الإخلاص وحبهم للوطن فعلى الشباب قراءة التاريخ بصورة صحيحة وتمثله بأدوات عصرهم ووضع تصورات وخطط متطورة طموحة تقوم على حسن الأداء الوظيفي وكفيلة بصناعة التطويروالتقدم وازدهار البلاد ورفع مستوى الفكر والثقافة الوطنية وتسخيرها لعملية البناء والنهوض وعليهم نشر الوعي الوطني السليم المبني على تقديم القيام بالواجبات الوطنية ثم المطالبة بالحقوق إذ لا يمكن المطالبة بما تراه حقالك دون ان تقوم بما هو واجب عليك وإذا تمكنا من نشر هذه الثقافة وأخذنا بهذا المبدأ لاشك أن تحقيق الطموحات ستكون سهلة المنال.
ومن بين هذه الواجبات الدفاع عن الوطن بكل ما تعنيه الكلمة ضد كل عدو طامع ومتطفل ولا يقتصر الدفاع عن الوطن علي لسلاح فحسب بل هناك دفاع عن المصالح الوطنية في المحافل الدولية ورفع رايته عاليا في المنتديات الدولية ومن الواجبات المهمة والضرورية المحافظة والحفاظ على سمعة البلاد والاعتزاز بها مما يبرهن أن الشباب المواطنين قادرون على تحقيق مستقبل مشرق وتحت ظل الطموحات والعيش بكرامة وعزة وتغليب مبدأ الحوار والنقاش لحل المشاكل العالقة وتقديم المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة والشعور بالمسئولية عند الشباب وخلق روح التعاون والتآلف في تحقيق الطموحات الوطنية وجعلها منظومة متكاملة في الحياة اليومية يسير عليها المواطن الجيبوتي في سبيل تحقيق احلامه بحيث يكون القيام بالواجبات مقدما علي المطالبة بالحقوق التي ينص عليها القانون ويقرها نظام الحياة المدنية.
فارح وابري وعيس