لا يختلف اثنان أن كلمة الفساد لها وقع سيء عند السماع بشكل عام ولدي عامة الناس ولكن الفساد مشكلة حاصلة وتشكل ظاهرة تفاقم المشاكل التي تعاني منها الكثير من المجتمعات مع التفاوت بينها في حجم انتشارها ودرجة تأثيرها الذي ينعكس سلبا علي كل مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية . وبعد أن عرفنا المشكلة وخطوتها تكون المحاربة والقضاء عليها من أهم وأوجب الواجبات الوطنية ويتطلب تحقيق هذا الهدف أولا وقبل كل شيئ الانتقال بوعي المجتمع من مربع معرفة سطحية لمخاطر هذه الظاهرة إلي قناعة راصخة في بؤرة الشعور بأن محاربتها مسؤولية الجميع ولا يجوز التقاعس عن مواجهتها ووضع حد لها بأي حال من الأحوال.ولكن ما معني هذا الفساد الذي نتحدث عنه ؟ الفساد في عموم لفظه هو تفويت الفرصة والهروب عن العدالة والمساواة بين الناس واتخاذ قرار غير صائب وتقديم المصلحة الخاصة علي المصلحة العامة وتخطي اللوائح والنظم ونحن لسنا هنا في صدد حصر لأنواع الفساد بقدر تنبيهنا المواطن إلي أن محاربة الفساد واجب وطني مقدس و ظاهرة دولية وعالمية وأنها مسؤولية الجميع دون استثناء وأنه أي الفساد خطر على حياة الأمم الراغبة في النهوض واحراز التطور والتقدم ثم ان الفساد عادة ليس عملاً فرد أو جهة معينة وإنما هي عملية متشعبة ومتنوعه ويدخل دوماً في المطالبات غير الشرعية للحقوق واكتساب المصالح دون المرور بقنوات شرعية ولا تقتصر علي محاربة المعاملات والإجراءات التي يمارسها المواطن في حياته اليومية وإنما يكثر في الإدارة والتنظيم والأداء في المهام ولا تكمن الأهمية في ذكر أنواع الفساد ومن يقوم به وإنما المهم كيف نقضي على هذه الظاهرة العالمية التي تصيب الإنسان نطرأ لطبيعية الإنسان الطامعة وحبه للكسب والاثراء غير شرعي وعليه لا بد من وجود ضوابط وجهات مسؤولة تقوم على محاربة الفساد وتقوم على توعية المواطن و تنبيهه إلي خطورة هذه المشكلة حتى لا يلتبس الأمر فيظن أنه من حقوقه المشروعة وحاجته إلي التطهر من هذه النجاسة غير الحسية وطهارة المجتمع من الفساد ليس أمراً سهلاً ويسيرا ولمحاربة الفساد الإداري والمعاملات لابد من نشر مبدأ الكرامة والشرف والتعامل بشفافية في الأداء وصرامة في القرارات وبدون محاباة ومهادنة لجهة ما وهذا يتطلب منا إعلان حرب ضروس ضد الفساد فإن لم نواجه هذا الفساد بحزم وقوة فإننا لا نقدر على استئساله وإصلاح الخلل المؤسسي فإن لم يكن المواطن عاملا مساعدا ولاعبا دور المصلح فإن جهود الحكومة سيذهب جفاء وبدون جدوى وعليه يجب توحيد الجهود وستخدام مبدأ الصرامة في معالجة الأمر وعليه يجب تكوين رأي عام وطني قادر علي التصدي لهذه الظاهرة حتى يكون الشعب محصنا من هذه الآفة.
فارح وابري وعيس