على موكب شهور السنة نمضي قدماً ونشد رحالنا إلى بلوغ ضفاف شهر يونيو شهر الاستقلال ، وتتميز بهبوب رياح الحرية من كل فج عميق وتملأ أنفاسها أجواء جيبوتي وتوفر هذه الرياح طاقة لازمة لشحن همم الجيبوتيين لدفع عجلة موكب التنمية ليتمكن من نصب علم الرقي والازدهار على كل حجر وزاوية من ترابنا ا لوطني لتتحول إلى معالم بارزة تقف شاهداً حياً على عصر نهضة تدفع بلادنا عقارب الساعة لتعلن ولوجنا إليه من أوسع أبوابه ، وتودع عهوداً ، سعت فيها بلادنا للتحرر من تبعات الاستعمار وما تركه من إرث تقيل يعادي الاستقلال ويضع أمامه عراقيل تحول دون قيام دولة قوية تملك قوتها وقرارها وبناء اقتصاد وطني لا يعتمد على الدولة المستعمرة ، فإذا كانت الحرية التي نالتها جيبوتي في 27 يونيو من عام 1977 م كان ثمنها العديد من التضحيات وتحققت بفضل إصرار وصمود الشعب البطولي أمام أعتا قوة استعمارية دأبت دوماً على إبقاء الشعب تحت سيطرتها وجبروتها ولكن إرادة الشعب أبطلت مفعول ترسانة أسلحة الاستعمار وانتزعت منه الحرية التي نتفأ اليوم بظلالها .
وبالتأكيد تكون أمام هذه الحرية في كل مرحلة تاريخية تحديات تتطلب دائماً بذل مزيد من التضحيات على درب تحرير البلاد والعباد من نطاق الفقر والتخلف ، فعلى ضفاف هذا الشهر ترفرف أرواح الشهداء ، وتمد الحرية يدها لجميع المواطنين لتبايعهم على تجديد العهد والإيمان والولاء لكي لا يطول عليهم الأمد وتقسى قلوبهم وتصبح عيد الاستقلال مجرد مناسبة وطنية فارغة من أي مضمون سوى أنها عطلة رسمية ترفع فيها الأعلام ، بل يجب أن نغرس على ضفاف شهر الحرية روح التضحية التي تزهو فيها وأن تلهمنا ذكرى الاستقلال بأن نتحرر من كل ما يجهض أحلام التنمية والتقدم ويحد دون بلوغ مرام الحرية .
عبد السلام علي أدم