لم تكن عملية نيل الاستقلال والحرية أمراً سهلاً ولم تكن عملاً فردياً وإنما كانت جهود جبارة وعملاً جماعياً مخلصاً وتضحيات ومثابرة حتى جاء يوم الحصاد فأثمرت الأشجار واخضرت الأرض وأخذت زخرفها واكتحلت أعين الأمة برؤية الحرية وتنعمت بالاستقلال ولم يتخلف عن هذا الركب أحد حيث شارك فيها الجميع كل بمجاله وقدراته وقد شاركت المرأة الجيبوتية في عملية الاستقلال بكثافة إلى جانب شقيقها الرجل وقد قدمت تضحيات جسام لأجل الاستقلال والحرية وكانت مشاركة المرأة فعالة حيث لعبت الأدوار البطولية التاريخية وكانت دوماً الصاعد الأيمن والعضد المساند للرجل في كفاحه ضد الاستعمار وفي كل المواقف والميادين وقد انفردت بالتأثير المعنوي وتعزيز الجانب النفسي والفكري في الأوساط الشعبية لنزع ثوب الخوف والذل وقد تحققت الأمنية بفضل مواقفهم البطولية ومشاركتهم الفعالة حيث كانت تغرد وتغني الشعر التحرري المؤثر والذي كان أهم أغراضه مدح البلاد وإعداد الجيل القادم ولم يتوقف نشاطهن يوم من الأيام حتى تحققت طموحاتهن وأنجزت المهام ونالت البلاد الحرية والاستقلال في 27/4/1977م ولابد من تمجيد دور المرأة الريادي والبطولي الذي قدمتها المرأة في سبيل الاستقلال ولابد من استقراء هذه الأدوار وكيف واجهت بطش العدو المستعمر الغاشم بقوة وعزيمة.
الجدير بالذكر كانت المرأة مع ذلك تزاول عملها العادي في البيت وتربية الأولاد وإعداد الجيل للمستقبل ولم يمنعها هذا العمل المنزلي عن دورها النضالي في سبيل الحرية والاستقلال وعليه تستحق المرأة الجيبوتية الإجلال والاحترام ولها مكانة عالية في قلوب المواطنين بسبب أدوارها المشرفة إذن علينا أن نعيد الذاكرة إلى الوراء وكيف كانت الأحوال قبل 34 سنة وبالتحديد في 27/6/1977م إذن كيف نحافظ على هذه الحرية وهذا الاستقلال وكيف نصون الأرض عن العدو المتربص وكيف نسعى لتحقيق التطور والتقدم في كل الأصعدة إنها فرحة لا تقاس عندما يعيش المرء تحت راية خفاقة فوق ترابه الوطني ويرفرف العلم عالياً إنها لحظة تاريخية مجيدة تستحق الوقوف عليها ويزيد فرح المواطن عندما يجد الأمن والاستقرار والسلام في وطنه في ظل الحرية والاستقلال عاش العلم طول الزمن ويعم الأمن والاستقرار في ربوع الوطن وتحية وإجلال للمرأة الجيبوتية المناضلة أم لكل رجل مناضل رشيد.
فارح وابري وعيس