لا شك أن لكل قرن وعصر رجاله من العلماء والأدباء والشعراء كما أن نوعية أعمالهم تختلف باختلاف أهدافهم وأغراضهم بسبب البيئة والظروف التي تحيط بهم وعلى هذا الأساس الزمني تتنوع أغراض الشعر والأدب وتتباين طريقة الرد والحوار والمحاكات ودرجة التقبل والرفض من قبل الرواد ومحبي الفن ومعروف أن الأدب والفن الدرامي خاصة يعتبران الفيصل والمعيار الوحيد لمعرفة مشاكل الأمم على وجه الأرض باعتبار أن الأدب يصور الأحوال والحياة لفترة زمنية ما بصورة بديعة وواضحة على ما يجري في أوساط الأمم التي تعيش خلال فترة زمنية . وتأتي الأعمال الأدبية والفنية في مقدمة ما تركته الأمم والشعوب على مر العصور والأزمان من ارث شاهد على قدرتها على تحقيق الإنجازات والتطور الحضاري لأن الفن يعد المحور الأساسي الذي يوضح ما هية الأمم والشعوب المتقدمة والمتأخرة .
ونحن عندما نستذكر مآثر الأدب القديم فإن هذا لا يعني أننا نهمل دور الفنان الجديد المعاصر بقدر ما نطالبه بأن يحذو حذو الفنان القديم من حيث أسلوب العمل وتصوير الأمور بدقة مع عدم إغفال الجانب الأخلاقي للأدب وترجمة الأحداث إلى واقع ملموس وموضوعية وأمانة وبأسلوب يتناسب مع ثقافتا وتقاليدنا الأصيلة وليس مقبولا بأي حال من الأحوال تقديم عمل فني يغلب عليه طابع الميوعة والتقليد الأعمى والعمل الفني ليس له قيمة أديبة عند الجماهير عندما يتسم بهذه الصفات .
أن مجالات الفن كثيرة ومتعددة ولعل أهمها وأكثرها تأثيراً هي كتابة سيناريوهات جدية تعالج أوضاع وأحوال الأمم والشعوب كما أن الشعر يشكل المرآة العاكسة لأوضاع الشعوب ومدى استعدادها للتقدم والتطور في سلم الحضارة والتاريخ وكون طابع الشعر والأدب يبقى فترة طويلة فأنه يترك بصمات واضحة في التاريخ .
والأجيال اللاحقة تنهل من التراث والأعمال الأديبة التي خلفتها الأجيال السابقة وإننا ندعو ذوي البصيرة الى الاهتمام بالتراث وتدين الموروث الثقافي للحافظة عليه وضمان ديمومته عبر الأجيال المتعاقبة .
فارح وابري وعيس