أنها قصة غريبة تثير الغرف بقدر ما تؤجج العواطف ، كانت عقارب السـاعة تشير إلى تمام السـاعة التاسعة مسـاءً إذ رن التلفون في مكتب استعلامات المطار فرفع أحد الضباط السـماعة قائلاً : ألـو: فـرد عليه شخص مجهول الهوية مـن الطرف الثاني معلناً أن هناك قنبلة موقوتـة علي متن الطائرة المستعدة للإقلاع بعد دقائق ، فقطع الخط ،وبما أن الطائرة على وشك الإقلاع وكان المطار مزدحماً في هذه الاثناء بالمسـافرين فأنتشر الخوف والهلع بين الناس فتم اعلان حالة الطوارئ وانتشرت شرطة الأمن في المطار بحثاً عن القنبلة المذكورة وأجري تفتيش دقيق على الطائرة المعينة بعد أن تم أجلاء ركابها و إلقاء رحلتها المقررة كما أن شرطة الاطفاء أخذت كل استعداداتها اللازمة تحسـباً لاندلاع حريق في الطائرة . ففي هذه الأثناء كان بطل هذه القصة يكتم أنفاسه ويقود سـيارته صوب المطار بسـرعة جنونية وبما أن بطل هذه القصة في مقتبل عمره وباكورة شبابه قد يتهور ويخلط الحساب نتيجة تخميناته المراهقة وعدم تقديره المسافات والبون الشاسـع ما بين تفكيره والحقيقة التي ستواجهه فاخترق صفوف الشرطة والحواجز التي أقامتها في الأبواب الرئيسية بالمطار وهو يهتف ويصيح بصوت عال يا زينب يا زينب أين أنت؟ ولكن دون جدوى ولا يهدأ له بال ولا تعرف السعادة إلي قلبه طريقا دون أن يلتقي مع زينب التي أخذت لبه وسيطرت على عقله وجعلته يتصرف كالمجنون يتخذ قرارات متهورة فيها الكثير من المخاطرة التي قد تلحق به أضرارا بالغة، ثم أخبر من قبل الشرطة أن المنطقة تحت المراقبة والمطار في حالة الطوارئ ولا يسمح لأحد بالدخول أو التجاوز إلى هذا المكان، عندها تساءل قائلاً:
لماذا كل هذه العقبات والعراقيل في الطريق؟ ثم تلعثم قائلاً: أصلاً أنا جئت عشان أودع زينب، كم بقي من إقلاع الطائرة كل هذه الأسئلة وغيرها كان يسأل نفسه في حين ويبوح للآخرين حين آخر، وبعد أن شرح له الموقف بطريقة مفصلة ضحك وقلل من شأن القضية قائلاً: أنا الآن اتصلت بالمطار وكنت أريد أن أودع زينب فقط ولم يكن هناك بد من هذه الطريقة يا حضرة الضابط ولو كنت مكاني ومحبوبتك تسافر إلى أوروبا أو أمريكا ولم يكن أمامك سوى وقت قليل وضيق جداً والمسافة بينك وبين المطار بعيدة كنت تعمل أيه؟ وللحديث بقية.
فارح وابري وعيس