صوم رمضان له العديد من الوظائف النفسية والجسمية والروحية والاجتماعية والخلقية والعملية
-والصيام ينمي قوة الإرادة والصبر والجلد والتحمل والتحكم في رغبات النفس وشهواتها والتعود على ضبط النفس والكف عن المعاصي والذنوب وغض البصر وكف اللسان عن الغيبة والنميمة والفحشاء ، كما أن للصوم فوائد صحية تتمثل في تخليص الجسم من السموم والشحوم والفضلات وله أثر في الصحة الوقائية حيث يقي الجسم من أمراض التخمة كما يوفر راحة للمعدة والجهاز الهضمي .
-والصائم يشعر بألم الجوع فيعطف على الجياع والفقراء والمحرومين حيث يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) سورة البقرة الآية"128" والصوم يعد نفس الصائم للتقوى وهذا هو الهدف الأساسي من الصوم والصائم لا يمتنع عن الطعام والشراب فقط وإنما عن السخط والحقد والرفث والصيام يسعد النفس ويفرحها حين يفطر الصائم وحين يلقى جزائه ، كما أنه يكون سببا في غفران الذنوب الماضية ، كما إن الأجر فيه يضاعف ومن أجل هذا فإن المسلم مطالب بالإكثار من تلاوة القرآن والاستماع إليه في تأمل وخشوع .ويشمل الآتي :
-تنمية الوازع الديني : تعويد النفس علي المراقبة والخوف من الله تعالى في السر والعلن ، والصائم أمين على نفسه رقيب عليها في الصغيرة والكبيرة تتمثل في الهيبة من مولاه ومن المعلوم أن وازع الدين يفعل في النفوس مالا يفعله وازع القوة .
2- إحياء الضمير : بحيث يستحي الإنسان من اقتراف الذنوب والآثام مثل : الغش والحقد والرفث والكذب والخصومة والمراء لأنه يخشى عذابه ويحس أن الله معه في كل حركاته وسكناته ، ومن هنا تنبع أهمية المراقبة الضميرية ، لأنه حارس قوي يمنع الإنسان من التفكير في الجرائم والمفاسد ولذلك فقد أمن المجتمع بوائقه واستراح من كثير من شروره .
3- تعويد النفس علي الصبر: وهو الذي يمكن الإنسان من إنجاز الإعمال العظيمة وتحقيق الأهداف العالية ، وروح الفضائل الإنسانية ، لقد اهتم به القرآن وحث عليه في كثير من آياته وسوره وتحدث عن جزاء الصابرين ، قال تعالى : ( إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ) والصوم تعويد عل الصبر ، و تمرين عليه يدع الصائم طعامه وشرابه وكل ما تشتهيه نفسه ويرى بعينيه أطيب ما ترك فيكبح جماح نفسه ، امتثالا لأمر خالقه ، صبر الصائم المحتسب ويعلم أن الصوم له و يجب عليه رعايته ، ولا ريب أن الإنسان في هذه الحياة عرضة للكثير من البلاء في نفسه بالمرض ، وفي ماله بالضياع ، وفي أولاده بالموت ، وفي حياته العامة وتوابعها من فقدان كثير من حاجاته التي تعود عليها في حياته ، فإذا لم يتعود بالصبر على ترك ما يألف أو على المشارف وقع صيح تلك الأحداث .

حسين على ديرنه