تجتاح الصومال كارثة وفاجعة انسانية وتحديدا المناطق الجنوبية بعد موجة جفاف حادة أدّت إلى أزمة غذائية تعد الأخطر في تاريخ إفريقيا مما جعل منظمات الإغاثة العالمية تدق ناقوس الخطر محذرة من كارثة إنسانية ومطالبه بسرعة التدخل وتقديم المساعدات العاجلة للصومال وحذرت من مغبة تجاهل تلك الكارثة الإنسانية التي قد تتسع رقعتها لتشمل دولا أخرى ما لم يتم احتواء الأزمة ألراهنه في المستقبل القريب. فثلث اطفال الصومال يعانون من سؤ التغذية و هم على أبواب الفناء الا ان يتداركهم رب العباد برحمته.. وعلى حسب احصا ئيات الأمم المتحدة 29 الف طفل صومالي لقو حتفهم خلال ثلاثة أشهر..
لنا أن نتخيل حجم معاناة أولئك الفارين من لهيب الحرب الأهلية والجفاف وما يجدونه من قلة الغذاء والخدمات في تلك المخيمات التي تقام في شمال كينيا والغير قادرة على استيعاب كل تلك الأعداد الهائلة من اللاجئين والهاربين بينما العالم قد أغمض عينيه و أصم أذنيه عن تلك المعاناة.
التقارير الواردة من هناك تتناقل أخبار فاجعة للقلب وللضمير الأنساني فثمة امهات يتركن وراءهن فلذات اكبادهن موتى أو على وشك الموت وذالك في سياق سعيهن للوصول الى المخيمات الأنسانية في كينيا على بعد مئات الأميال.. تللك الأمهات لا يفعلن ذالك لؤما او لأن عاطفة الأمومة قد انمحت من قلوبهن وانما لأدراكهن انه لا سبيل لآنقاذ اطفالهن الآخرين سوى التضحية بالأقل قوة.. كم هو مشهد رهيب وقاس عندما تضطر ام لترك فلذات كبدها يموت وحيد او ان يترك مرميا على قارعة الطريق دون دفن وقبر..
إنه لمن المثير للخجل أن العرب والمسلمين غافلون عن أخوتهم في الإنسانية والدين هناك في الصومال، فالدول العربية والإسلامية في تلك المنطقة غائبة عن عقول وقلوب الكثيرين منهم، و مشاركة الدول العربية والإسلامية قليله وشبه معدومة في هذا البلد المنكوب، و أخباره غائب عن الإعلام العربي الذي يتعامل معه بتجاهل شديد لا أجد له مبرراً، فنحن كمسلمين رغم كثرتنا إلا أننا كغثاء السيل ولا نسعى لنصرة بني جلدتنا وأخوتنا إلا فيما ندر.تلك القارة السمراء كانت منبع ثروات العالم، وحينما جفت ونضبت الثروة بعد رحيل الاستعمار بثروات أراضيها أدار العالم لها ظهره، وتجاهل ما يحدث فيها من حروب أهلية وفقر، إن الكوارث الإنسانية وخاصة في القرن الإفريقي تعري الأنظمة الدولية التي تتشدق بالأخوة الإنسانية والسلام والديمقراطية، لتختفي تلك الشعارات الرنانة حينما لا يكون هناك بترول تحت الأرض المتنازع عليها أو ثروات أو حتى تشغيل لمصانع السلاح، أين أمريكا ومن خلفها الدول الأوربية الذين تباكوا بدموع التماسيح على معاناة أهالي دافور والمذابح الجماعية المزعومة عن هذه الكارثة الإنسانية التي تعصف بالصومال ودول القرن الإفريقي، من العار أن ينظر الإنسان لتلك الصور المحزنة والتي تسقط أقنعة العالم عن العدالة والإخوة الإنسانية، ثم يذهب للنوم وهو قرير العين ويتناول طعامه بشهية وهو يعلم بأنه بدولار واحد قد ينقذ رضيعاً أو طفلاً صغيراً من سوء التغذية التي تهدد أطفال الصومال.على العالم العربي والاسلامي أن يتجرد من تلك الأنانية ويتطلعو لاخوانهم المنكوبين والمتضريرين في الجفاف والكوارث الطبيعية والحروب المدمرة، لانهم بحاجة لدعهم ومساعدتهم.. وليبادرو لمد يد العون لهم و ليشجعو أطفالهم أيضاً على التبرع لتلك الدولة من خلال منظمات دولية معترف بها. ونحن في شهر رمضان المبارك شهر الخيرات القيام بحملة داخليه وخارجية لجمع التبرعات المادية والعينية للصومال ودول القرن الأفريقي لنصرة أخوة لنا في الدين وفي الإنسانية.
فيصل مختار
Minnesota, USA