صحيح ان كل واحد منا يتمنى ان يتغير نحو الأفضل في حياته ويغير من حوله ويحيط به نحو الأحسن وترك الكسل والخمول ويتغير ويغير.
الجميع يشتكي من المشاكل والحقيقة أن الحياة لاتخلو من مشاكل ' لكن تكاد لا ترى من يتذكر ان لكل مشكلة حل.
الكثيرون يسبون الظلام وهم يعيشون في أحضانه والقليلون هم الذين يوقدون شموعاَ تبدد ذلك الظلام .
الكثير يحب الدعة والسكون ويتلذذ بالرقود والقليل يعشق الحركة والنشاط والعمل الدؤوب طوال أيام هذا الشهر الكريم كنت أتابع برنامجاَ شيقاَ عبر قناة الرسالة اسمه في خواطر لمقدمه الأستاذ أحمد الشقيري ، البرنامج ممتع ومرفه وعملي في آن واحد وينطلق من مبدء أن لكل مشكلة حل بحيث كل حلقة منه تعرض بعض المشاكل في مجال معين من مجالات الحياة ، ففي كل حلقة يزور فريق عمل البرنامج عدداَ من دول العالم الثالث ويعاين المشكلات التي تعج بها هذه الدول في موضوع محدد ثم يزور دولا متقدمة ويظهر كيف حلت هذه الدول نفس تلك المشكلات ثم يختم بنشيد رائع مؤثر يلخص فكرة البرنامج عرض حتى الآن مواضيع في التعليم والمرور والاسكان والاستغلال الجيد للوقت ومواضيع أخرى حيوية وما زال مستمراَ .
إن هذا البرنامج التنويري وأمثاله يمكن ان يكون محفزاَ لكل الذين يريدون تحسين حياتهم ونقل مجتمعاتهم إلى حال أفضل وهذا يحتاج منا إلى بذل الجهد الجهيد والصبر الجميل على مشاق رحلة الإنتقال وقد قال الشاعر قديماَ :
إذ ما طمحت إلي غاية
لبست المنى ونسيت الحذر
ومن يتهيب صعود الجبال
يعيش أبد الدهر بين الحفر .
يتحتم علينا أن نبحث عن حلول لمشاكلنا فإن الله ما أنزل داءاَ إلا وأنزل معه دواء ولا توجد مشكلة إلا ولها حل ، ولا ينبغي أن نكون مثل البائس الجاثم فوق الدخان الذي يحول رأسه يميناَ ويساراً بدل مغادرة الدخان كما أشار الفنان حسن ادن سمتر في أغنيته الشهيرة (الأحمق - .(doqon
يقال بأن التغير هو أصعب شيء على النفس البشرية مع أن الجميع يحبه ويحبذه ، بالإضافة إلى ان البيئة المثبطة المحيطة قد تحبط الإنسان الطامح للتغيير لكن بالعزيمة والارادة القويتين يمكن أن نتغلب على هواجس النفس وجواذب البيئة وننطلق نحو العمل لنتغير ونغير نحو الأفضل ولنبدء رحلة التغيير من الذات والله تعالى يقول " إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .
برخد عبدي جيدي