إن الوجود كله قائم على التقابل وهدف الصيام أخيراَ هو إيجاد انسجام بين المتقابلين.
والصوم يوجه الإنسان لكي يتوافق مع نفسه أو لا، ويجد الرضا عن نفسه فيكون غير كاره لها أو كافر منها ، أو ساخط عليها ، ويثق في نفسه ، وتتسم حياته النفسية بالخلو من التوترات ، والصراعات الحادة الداخلية والخارجية ، ويحس الصائم بالأمان النفسي ،وإشباع الدوافع والحاجات الأولية والثانوية ، ويصبر على ما يدور في داخله ويقع تحت جسمه ، ويشعر بالقيمة الذاتية ، ويكون شخصية ربانية .
ـ ويحفظ لسانه عن جميع ما حرم الله عليه مثل : الكذب وقول الزر والغيبة والنميمة والشتم ، ويشغل لسـانه في قراءة القرآن والطاعات والأقوال الطيبة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراَ أو ليصمت )
وهناك حكمة تقول: ( أن الحيوان لسـانه طويل ولا ينطق والإنسان لسـانه قصير ولا يصمت )
ـ ويحفظ الصائم بصره حيث لا ينظر إلى ما لا يرضى الله عز وجل ولا يرضى أذانه إلا كلمة طيبة حتى تكون له صدقة ولا تمسك يداه إلا بما يحبه ويرضاه ويحمل كتاب الله ويزاول أصابعه مسبحة للذكر والدعاء ، ولا تمشى قدماه إلى المساجد . وفعل الخيرات والطاعات والأعمال الصالحة وعمارة الأرض عبادة وعمارة. الإلتزام بأخلاق المجتمع ، والامتثال لقواعد ضبطه تكامله والعمل الصالح وخير الجماعة ، ومسايرة مطالب المجتمع ، والتكيف مع الظروف الواقعية، التطور مع الزمن ، والمحافظة مع الاتزان العاطفي ، والإسهام في خدمة المجتمع بروح فاعلة ونشطة والصوم مدرسـة اجتماعية ويشجع على قيام علاقات اجتماعية إيجابية بين أفرد المتجمع . وهكذا ينمي الصيام سمـات الفرد وصفاته الجسمية والخلقية والعقلية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والعملية والمهنية.
والصوم يحسد التكافل الاجتماعي ، مثل التعاون والتراحم ، والمؤاساة ، وإطعام الجائع ، وسـقي الظمآن ، تفطير الصائم ، وأن يرحم الغني الفقير ، والقوي يرحم الضعيف ونتعلم الصبر والتحمل ، والإحسان إلى الفقراء ، والصدقة للمحتاجين
ـ وهدف الصيام الأساسي هو اجتماع كلمة المسلمين وارتباطهم ببعضهم وقت فإنهم يصومون في واحد ، ويفطرون في وقت واحد فكان ذلك ممـا يسبب إئتلافهم ويزيل أسباب الفرقة والنعرة فيما بينهم .
( حسين على ديرنه )