لقد اصبحت الكارثة الصومالية تتبؤ مكانتها في صدارة اهتمام الاعلام العالمي كما اجتذبت اكثر من ألف منظمة اغاثية محلية ودولية ناهيك عن العديد من الجمعيات الخيرية.. وكل واحدة من هذه المنظمات والجمعيات تدعي بأنها تتولى الأموال والمساعدات المخصصة لأولئك المنكوبين المتضررين بالجفاف والمجاعة التي اجتاحت مناطق مختلفة من الصومال.. ومع ذالك فان الأوضاع في الصومال تتدهور يوما بعد يوم، وكل ما نرى في الساحة الصومالية هي مناظر مرعبة .. تقشعر لها الأبدان.. وترتعد لها الفرائص..تثير الفزع وتملا النفوس آسى وحزنا!!.. مشاهد لا تصدق لأنها أبعد عن الحقيقة وأقرب إلى الخيال..أوضاع المخيمات تكتظ بالنازحين مما ساعد على تردي الوضع الصحي للأطفال بالاضافة الى قلة المراحيض المخصصة لأولئك النازحين مما يدفع البعض اللجؤ الى الممرات الضيقة بين الأكوخ لقضاء حاجاتهم.. ومما يقض مضجع هؤلأ النازحين ويثيرقلقهم انهم لايعرفون اين يذهبون بأطفالهم المرضى في ظل غياب مراكز طبية في أغلب المخيمات لتتعامل مع حالات الأطفال الذين يعانون من أمراض مختلفة ولتقديمهم الخدمات الصحية.. فهل يمكن ان يعيش شعب بكامله على هذه الحالة المزرية من الفقر والعوز التي يندى لها جبين الانسانية خجلا وعارا؟.. أطفال يتضورون جوعا ويصرخون الما ويتأوهون مما نزل بهم من كوارث ومصائب..
كل ذالك يدعونا الى ان نتسآءل هل تصل المساعادات التي ينادي بها العالم الى هؤلا المنكوبين؟. أم ان تللك الملآيين التي نسمعها من وسائل الاعلام لا تتجاوز تغطية التكاليف الادارية واللوجستية لوكالات الاغاثة بما في ذالك مرتبات العاملين بها اللذين يتنقلون في سيارات فارهة ويعيشون في منازل توفر لهم مظاهر الرفاهية والأبهة، والقليل من الحنطة والشعير الذي يصل الى الأراضي الصومالية يتعرض الى النهب والسرقة ويباع في الأسواق؟.. أم ان للعالم مآرب أخرى في الشأن الصومالي؟..وهل هذه المنظمات الدولية التي تدعي الاغاثة تتعامل مع الأزمة التي صنعوها بأيديهم؟.. أين الصومال من العالم الذي ينادي دائما بالحرية والعدالة وحقوق الإنسان وإنصاف الضعفاء وإغاثة المنكوبين والمتضررين جراء الحروب أو الكوارث الطبيعية.. أم أن شعب الصومال ينتمي إلى كوكب آخر غير هذا الكوكب.. وهل الحكاية سياسة الكيل بمكيالين التي ازدهرت في العصر الحديث؟..
لو كان الأمر غير الصومال لسيرت قوافل الاغاثات برا وبحرا وجوا..وللعب الاعلام الغربي دوره المعتاد الذي عرفناه وعرفه العالم معنا.. فلك الله يا صومال ..وكفى بالله ناصرا وحسيبا!!
يا أمة الإسلام ..أليس المسلمون إخوة في السراء والضراء..وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.. فأين أنتم مما يجري في الصومال..؟ العواطف وحدها لا تجدي شيئا إن لم تترجم إلى فعل ..فيهرع المسلمون إلى إغاثة الصومال المنكوب قبل أن يستفحل الداء فيصعب العلاج والدواء..؟! اين قادة العالم الاسلامي ؟.. لماذا لا يحذون حذو فخامة الرئيس السيد اسماعيل عمر جيله، والسيد رجب طيب أردوغان؟ هذان الرجلاان في زمن قلّ فيه الرجال نزلو الى الساحة متحدّيين المخاطر الأمنية وزارو المخيمات ليشاطرو الألم والمعانات لهؤلأ المنكوبين وليلفتو انتباه العالم لهذه الكارثة..
يا أحرار العالم.. لا مجال ولا وقت للانتظار فقد بلغت الأمور مرحلة الخطر.. ودفع الصومال عشرات الآلاف من الضحايا..إن كل ساعة تمر تشهد ضحايا جددا.. فهل من مغيث ؟ّ!
الصوماليون يستصرخون العالم كله ليهب لنجدتهم.. ويسارع لمد يد العون لهم لينتشلهم من الهاوية التي سقطوا فيها مكرهين .. كان الله في عونكم يا أهل الصومال ، فهو القادر وحده سبحانه وتعالى على إنقاذكم وعونكم.. حفظكم الله وسدد خطاكم على طريق الخير والصلاح.

فيصل مختار
Minnesota, USA