الصوم يهذب علاقة الإنسان بالآخرين بحيث يلتزم المرء الصائم بمنظومة أخلاقية رمضانية رفيعة تحثه علي حسن المعاملة من خلال محددات ومبادئ إيمانية فتجد الإنسان يتوقف عن ممارسة الأعمال غير اللائقة والتي كان اعتادها قبل رمضان ولكن لسوء الحظ يعود كثير من الناس لأفعالهم تلك بعد انتهاء شهر التوبة والتدرب على حسن المعاملة ويسير المرء في رمضان على باب الحذر المسبق قبل القيام بأية أعمال أو معاملة وهو ما يورث الإنسان بالورع وكون المرء يحسن العلاقة مع ربه ومع بقية الأمة لدليل واضح أن الصوم عامل قوي لتربية نفس الإنسان على التقيد بالمبادئ والأخلاق الحميدة وحسن المعاملة مع الآخرين وهذه قمة الرقي الأخلاقي ونموذج فريد في تنظيم العلاقات والمعاملات الاجتماعية والإنسانية .
ومن أهم فوائد رمضان وأكثرها شيوعاً عند عامة الناس هي التقوى، حيث نصت الآية القرآنية المقرر بالصوم بلفظ "لعلكم تتقون" وهي الغاية من الصوم ولاشك أن الصوم يورث صاحبه رقة القلب والخوف من الجليل لأنه يشمل جوانب كثيرة من سلوك الإنسان ومعاملاته مع الآخرين وفي السر والعلانية وهي الميزة التي انفرد بها رمضان من بقية العبادات ظاهرة ومشاهدة بينما صفة الإمساك محاطة بسرية ولا يكتشفها إلا خالق الإنسانية والمطلع علي أسرار البشرية.
ومن فوائد رمضان أنه موسم للبذل والعطاء وأنه شهر يتميز بالكرم ويتغير سلوك المرء بالعطاء ويكثر عنده الرحمة والعطف على المساكين والمحتاجين أنه موسم لدفع الزكاة البدينة والمالية لمستحقيها وهذا تكافل اجتماعي تميزت به الأمة الإسلامية وتتأكد في رمضان حكمة شهر العطاء والكرم والإحسان لتعزيز روح الأخوة والتضامن الاجتماعي، ومن هذا المنبر منبر القرن نناشد شعب جيبوتي خاصة أصحاب الأموال أن يقفوا وقفة رجل واحد لمساعدة إخوانهم الصوماليين المتضررين بالجفاف والقحط والحروب الأهلية الطاحنة أنه يعيش في العراء وتحت رحمة الشمس ونناشد بالسلطات المعنية أن تخصص يوماً وطنياً لجمع التبرعات والمساعدات لإخواننا الصوماليين ليكون نجدة لأطفال الصومال الذين يتضورون جوعاً ويحيط بهم الموت من كل جانب وتقطعت بهم السبل ونحن في شهر العطاء والرحمة والكرم إن الوضع مأساوي والحالة حرجة وخطيرة وعليه نطالب وسائل الإعلام المختلفة الوطنية أن تلعب الدور المحوري لتوعية الشعب الجيبوتي وشرح الموقف للنهوض بها ونطالب الشعب بإحياء هذا اليوم والمشاركة الفعلية لنجدة أطفال الصومال ومساعدة الأخوة المتضررين بالجفاف والحروب حتى يشعروا أن لهم أخوة يشاركونهم السراء والضراء.
فارح وابر وعيس