احتفلت جمهورية جيبوتي كغيرها من الدول الإسلامية بعيد الفطر المبارك الذي يأتي بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل وسادت أجواء من الفرح والبهجة، كما شهدت البيوت وبعض المحلات التجارية تحسينات جوهرية وترميمات، استعدادا لهذه المناسبة الكبيرة ولهذا اليوم الأغر، واكتظت الأسواق بالناس خاصة الأمهات اللواتي اصطحبن أطفالهن لشراء ملابس العيد، واحتدمت المنافسة بين التجار لكسب ثقة المشتري وذلك لبيع أكبر قدر ممكن من بضاعتهم، ومع الارتفاع النسبي للأسعار مقارنة بالعام الماضي إلا أن فرحة العيد غطت على كل شيء فترى المرء يقبل على شراء حاجاته بلا مبالاة ودون إمعان النظر في السعر، ونتساءل هنا هل هذا لون من ألوان كرم الشعب الجيبوتي أم أنه يعيش تحت نشوة العيد والفرح؟ وفي كل الأحوال فإننا لا ننسى أن المجتمع الجيبوتي يتمتع بقوة شرائية عالية وميل لاقتناء كل ما هو جديد وجيد.
ومن جانب آخر يوم العيد يوم أكل وشرب وعليه يحرم الصوم في هذا اليوم اقتداءً بالنبي ومعلم البشرية محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشير هنا إلى أن العيد ليس مجرد طقوس دينية يقوم بها المجتمع المسلم وإنما هو لون من ألوان التكافل الاجتماعي الذي تحث عليه شريعتنا الإسلامية والذي تعد من مظاهره الزيارات والتواصل بين الأهالي والأقارب وتفقد المحتاجين والمعوزين ومساعدتهم ورسم البسمة على شفاههم، ولابد أن يتسم المرء في العيد بسلوك بعيد عن الانطوائية والعزلة ولا بد أن يكون لديه حافز على مساعدة الآخرين وتعزيز الروابط الأخوية في المجتمع بأطيافه.
وإذا كان شبابنا وأطفالنا يحتفلون بهذا العيد المبارك في ظل الأمن والاستقرار وفي أجواء من الفرح العارم ولديهم أشكال وأصناف من الملابس، فلننظر إلى أطفال الجيبوتيين المتضررين بالجفاف وأطفال الصومال المحرومين من كل هذا، والذين تدهورت حالتهم الصحية وتكالبت عليهم المشاكل وقضى عليهم المرض والفقر والجوع والعطش فهل من نجدة أو مساعدة لهؤلاء الأطفال لرسم بسمة الفرح والبهجة على شفاههم ولابد أن نشعر أن هذه مسئولية إنسانية قبل أن تكون إسلامية لأن المشكلة عويصة والحالة حرجة والوضع سيء فهل من مجيب ؟
فارح وابري وعيس