أهلاً بالعيد... مرحباً بالعيد.. العيد فرحة... وأجمل فرحة... تجمع شمل القريب والبعيد... سعدنا فيه بخليه ذكرى جميلة لبعد العيد... غنوا وراي غنوا... قولوا وراي قولوا... كثر يا ربي في أعيادنا نفرح فيه ونرقص...
هكذا غنت الأطفال والبلابل... بل الزهور والنسائم ومعهم البحار والجبال... الأشجار والأحجار... السحاب والنجوم... وحتى الشمس والقمر، بهجة بالعيد، وبه احتفل العالم الإسلامي صغيرهم قبل كبيرهم، غنيّهم وفقيرهم حمداً وتمجيداً وشكراً لله على نعمه وإتمامه بالخير شهر العبادة الذي اجتمعت فيه الرحمة، المغفرة والعتق من النيران، بل اجتمعت فيه الخيرات كلها.
فتتويج العبادات والشعائر الدينية الكبيرة كرمضان بالفرحة واللبس الجديد والمرح مظهر من مظاهر العيد، وأما جوهره فهو التسامح ، التضامن، التواصل، وتسريح الهموم واليأس، والخلافات والفرقة بلا عودة، ومسح دمع اليتيم والمعوز،البذل والجود والكرم، وتوحيد قوة الغني وضعف الفقير، ومشاركة الفرحة معاً سره الدفين.
ويعود علينا العيد عاماً بعد عام وجروح العالم الإسلامي كجرح طائر الطاووس الذي لا يبرأ فينغص عليه فرحته واغتراره بجماله وروعة ريشه.ففي الصومال معاناة يخجل القلم من خطها... وفي فلسطين حصار لا ينتهي... وفي بعض الدول العربية ثورات بالخير نرجو أن تكتمل... والدعوات بوحدة اللحمة وتوحيد الصف ترتفع.وقد نجد هنا أو هناك من لا يجد لقمة عيشه، أو صحا من نومه على صدمة كارثة... أو طفل يفتقد البسمة أو لعبة عيد... أو أم دفنت رضيعها... أو شاب تائه فقد الأمل في الحياة... أو أسرة مهددة بالانهيار... أو أب يقاسي الفراق والهجرة... أو قعيد مرض ينتظر العون..أو محصور يتفقد الفرج في الأفق...
ويأتي العيد كبلسم للجروح فيضفي على الأحزان لونه الوردي، ويجرف الآلام، فتعانق البسمة الشفاف، ويعيد الرونق إلى الحياة، ويُهديك الأمل والفرحة والنشاط والحماس ،وينعش فيه روح الحب ، فيخفق القلب سعادة ويمضي ينثر التهاني المعطرة والتبريكات على الأحباب والأصحاب، القريب والبعيد تاركاً وراءه كل منغصات الحياة قائلاً وتبقى الفرحة رغم الألم.
نبيهة عبدو فارح