شهدت جمهورية جيبوتي في الثامن من شهر أبريل الجاري تنظيم عرس انتخابي فاخر وراقي وناجح يتميز بجودة عالية مطابقة لأعلى وأحسن معايير ومواصفات الجودة الديمقراطية ويحظى بشهادات تقديرية بهذا الخصوص من قبل المراقبين الدوليين الذين توافدوا إلى البلاد قبل هذا العرس الانتخابي لاختبار مدى مطابقة العملية الانتخابية التي جرت في البلاد لهذه المواصفات والمعايير العالمية ، وبعد أن قامت تلك الوفود المشاركة في مراقبة الانتخابات بإجراء معاينات وزيارات تفقدية أكدت بالفعل على حسن سير العملية الانتخابية وفق القواعد الديمقراطية المعمول بها وقد منحت شهادات حسن السيرة والسلوك والأداء المتميز لديمقراطيتنا التي دأبت دوماً على إجراء انتخابات تتوج المسيرة الديمقراطية وتمثل نموذجاً فريداً من نوعه في منطقة تعصف بها الصراعات والقلاقل .
وقد نفت نتائج العملية الانتخابية الأخيرة موجات التشكيك والاتهامات التي وجهتها بعض أقطاب المعارضة إلى النزاهة والشفافية التي تتميز بها عملياتنا الديمقراطية ومنظومة القوانين التي تنظم سيرها ، و التي زعموا أنها تقيدهم بقيود تفوق مشاركتهم وفوزهم فيها حسب وجهة نظرهم ، ومما يثير الغرابة والتعجب أن تلك القيود لا تظهر للعيان ولا تراها عين الحقيقة والواقع ولكن عين الإحباط والإخفاق التي تصور لها وجود هذه القيود ويرجح لديها فرضية الفشل ، وكل ذلك يؤدي إلى إطلاق تلك الاتهامات والتخبط في اتخاذ القرارات المصيرية بشأن مشاركتها في العملية الديمقراطية ، فتعزم تارة على مقاطعة الانتخابات ،وتجمع شتات أمرها للعب في وقت بدل الضائع كلاعب غير أساسي في المباراة النهائية للانتخابات الرئاسية من خلال دعم المرشح المستقل لذي كان ينافس مرشح التحالف من أجل الأغلبية الرئاسية السيد/ إسماعيل عمر جيله ، وكانت سابقاً ترفض جملة وتفصيلاً خوض غمار المعركة الانتخابية مع هذا الفارس ، وكانت تراهن على عدم وجود إرادة شعبية لانتخابه أوعلى عدم إنجاح هذه العملية الانتخابية من خلال ممارسة أفعال بعيدة عن النهج الديمقراطي لدى الشعب الجيبوتي ، فأثبت عبر صناديق الاقتراع نضجه الكامل للعملية الديمقراطية وضرورة أداء واجبه الوطني والدستوري للتعبير عن رأيه واختيار من يصلح لإدارة شؤونه على حسب برامجه الانتخابية التي تلبي تطلعاته وعلى هذا الأساس شهدت هذه الانتخابات مشاركة كبيرة تسجل نسبة عالية في عدد المصوتين تبلغ نسبة 73% وبطبيعة الحال ارتفعت نسبة فوز مرشح التحالف من أجل الأغلبية الرئاسية نظراً للثقة والأهمية التي يحظى به برامج عمله السياسي ، ففي هذا العرس الانتخابي الذي عم أرجاء البلاد عزف الشعب الجيبوتي ألحان السلام باعتباره موسيقار كبير للسلام في المنطقة إذ جرت وقائع ومراسيم هذا العرس في أجواء يسودها السلام والاستقرار وغنى الشعب بصوت النضج الديمقراطي .
عبد السلام علي أدم