مع اقتراب الدورة السادسة والستين لأشغال الأمم المتحدة التي تنطلق خلال أيام بنيويورك تسعى القيادة الفلسطينية متسلحة بدعم معلن من ثلثي دول العالم للمطالبة بحقها المشروع في اعلان الدولة الفلسطينية للحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 وفق ما أقرته الأمم المتحدة في قرارات سابقة.. ولا احد يتوقع أن المعركة الدبلوماسية ستكون سهلة او محسومة سلفا اذ ان الفيتو الأمريكي بالمرصاد للمشروع الفلسطيني، علما بأن الحملة الإسرائيلية المضادة انطلقت منذ فترة وازدادت إسرائيل توترا وراحت ترغي وتهدد وتتوعد معتبرة أن الأمر من الخطورة بمكان بحيث لا تستطيع السكوت عنه أو التهاون بشأنه..!! كما انطلقت الحملة الامريكية مبكرا قبل الحملة الأسرائيلية اذ ان مبعوثي الإدارة الأمريكية بدأوا يتوافدون على رام الله في محاولة لاقناع الفلسطينيين بالتراجع عن هذا الطلب بالتلويح بعصا الحرمان من المساعدات الامريكية..
إذا فإسرائيل لا تريد دولة فلسطينية بأي حال من الأحوال إيمانا منها بخطورة ذلك على وجودها لأنها أقيمت على أرض اغتصبتها وشردت أهلها الشرعيين منها.. ولهذا ملأت إسرائيل الدنيا في حملتها صراخا وتهديدا ووعيدا وصورت أن قيام دولة فلسطينية يهدد الأمن والسلم العالميين بينما هي دولة مسالمة تعشق السلام وتسعى جاهدة من أجله .. وظلت تروّج هذه المقولة حتى صدّقت نفسها..!! وعودا على بدء فإن الموقف التركي الواضح ضد الصلف الإسرائيلي وطرد السفير وتجميد العلاقات وضرورة الاعتذار قوبل بتعنت إسرائيلي ورفض للاعتذار وهو ما أجج الخلاف بينهما إلى درجة غير مسبوقة ودفع تركيا للمضي قدما في مناصرة غزة ودعوة إسرائيل لفك الحصار. وهي لن ترضى أن يظل الأمر خاضعا لمزاجها وإرادتها.. وتركيا دولة تعرف إسرائيل حجمها وتأثيرها وهي مهما كابرت فلن تركب رأسها وتمضي حتى النهاية.. نسيت أو تناست أن تركيا مارد انتفض لاستعادة دوره ومكانته.. وأصبح الأمر مختلفا؟!
كل الدعم والتضامن والمساندة والعون لتركيا فيما ستقرره من مواقف وخطوات حاسمة لردع هذا الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه في وقت يتقاعس فيه المتقاعسون، ويبرر فيه المبررون من العملاء والمتخاذلين ومن الطابور الخامس. الرحمة لشهداء " أسطول الحرية" الذين رووا بدمائهم ملحمة العزة والنجدة والشهامة والتضامن والإخاء، في وقت غاب وعز علي الكثيرين القيام بذلك.
الطريق الى فلسطين لم يكن يوما مفروشا بالورود وعقود الاحتلال الطويلة ورحلة المشردين واللاجئين في الشتات كما في فلسطين يمكن أن تروي معاناة الشعب الفلسطيني مع أطول احتلال في التاريخ الحديث.. ولسنا في مرحلة مماثلة لتلك التي شهدت اعتراف العالم بكوسوفو وصربيا وبجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ولا بمرحلة الاعتراف بجمهورية جنوب السودان عندما سبق الاعتراف الدولي الرسمي بالدولة الناشئة الاعتراف القادم من العاصمة جوبا ...
فلسطين ستكون الدولة الـ194 في قائمة الدول الاعضاء في الامم المتحدة وستحمل نفس رقم القرار الخاص بعودة اللاجئين وتأخر واشنطن و اسرائيل في الاعتراف بذلك لا يسقط هذا الحق ولا يمكن أن يلغيه وسيكون من أهم الاسباب التي ستنتهي بإعلان الدولة الفلسطينية ونهضة الأمة الاسلامية من كبوتها واستلامها زمام إرادتها وتجديد مصيرها ونيل حقوقها وعزتها وكرامتها رغم أنف هؤلاء وأولئك..
فيصل مختار
Minnesota, USA