معروف أن تقدم الأمم وتطورها الحضاري مرهون بشبابها وجيلها الصاعد لأن الشباب يعتبر العمود الفقري لبناء الأوطان وعلى هذا الأساس تولى الحكومات والدول في كل أنحاء العالم الشباب الاهتمام الكبير وتحرص علي تربيته وتعليمه وتوجيهه المعنوي وتكرس جهودها وترصد الميزانيات الكافية ، كما توفر لهم كل المقومات والعوامل التي تساعدهم وتأخذ بأيديهم نحو الأصلح وإلى الأمام فإذا كان هذا هو حال ما يبذل من أجله فكيف ينبغي أن يكون دور المتعلم والشباب فبما أنه معول عليه في النهوض بواقع مجتمعه يكون لزاما عليه الإقبال علي التعليم والجد في التحصيل العلمي في كافة مراحله التعليمية والمواظبة علي الاستذكار ومتابعة الواجبات المدرسية بصورة صحيحة، بحيث يكون على جهوزية تامة للتلقى والأداء الجيد بما يتناسب مع قدراته العقلية والنفسية لأن الأعداد الجيد للمواد المقررة وحل الواجبات المدرسية يعد بادرة تشير على استعداد الطالب ومدى جهوزيته لتحمل الأعباء، كما أنها هي الطريقة المثلى للتحصيل العلمي وتكوين الإنسان الحضاري وهذا يتطلب الإخلاص وبذل الجهود ومراعاة النظم الإدارية المتعبة في المؤسسة التعليمية، كما أن عليه أن يبتعد كل الابتعاد عن الكسل والأعذار الواهية والاستخفاف بالمسئولية التعليمية لأن هذه المرحلة هي الفترة الذهبية ولا تعود مرة أخري كما قال الشاعر ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب. لأن شباب اليوم هم رجال الغد والمسئولين عن المستقبل و قيادة الأمم ولذلك فان تكوين وتأهيل جيل مرهون به صناعة المستقبل ليست بالمهمة السهلة وإنما تحتاج إلى بذل الغالي والنفيس، كما أن على المؤسسة التعليمية مطالبة بإعداد البرامج التعليمية المتطورة والهادفة الكفيلة بتخريج الأفواج الوطنية المؤهلة تأهيلا عاليا ووضع خطط لتنمية العنصر البشري ترفع من قدراتهم ومهاراتهم الأساسية وترسيخ المبادئ الوطنية بحيث تمكن الطالب من القدرة علي مواجهة الصعاب في حياته الدراسية والعملية ومواكبة التطورات المعاصرة بحيث ينسجم مع متطلبات العصر وحاجات الأمة فلا يمكن أن يكون العلم والمعرفة وما اكتسبه الطالب بمثابة معول الهدم أو أن يكون سلبياً ولابد أن يكون الطالب بعد تخرجه قادراً علي الحوار وناضجاً للمناقشة بصورة موضوعية وبعيدا عن الانطوائية والتحيز والطائفية الناتجة عن ضيق الأفق وعدم الإنصاف فعلى طلاب المدارس أن يكونوا بعد تخرجهم كامل الأهلية العلمية والقدرات الشخصية المكتسبة وذوى ثقافة عالية ومتنوعة مع تحليهم بالأخلاق الحميدة لتحمل أعباء رسالتهم في الحياة فهم اليوم طلاب وغداً مسئولون وموظفون.

فارح وابري وعيس