لاشك أن الشباب هم الرهان لصنع مستقبل أفضل وأن الأمم لا تتقدم إلا بقدر ما تسخره من امكانات تحقق الاستفادة من طاقات شبابها في التحصيل العلمي وعملية الإنتاج وتحقيقات الطموحات الوطنية ورسم معالمها المستقبلية لأن الشباب هو المعني المرادف للحيوية والاندفاع وتحقيق النمو والتطور وعلى هذا الأساس تعتبر هذه الفترة الزمنية من أهم المراحل في عمر الإنسان وحياة الأمم وما دام ذلك كذلك يكون لزاماً علينا أن نولي الاهتمام الأكبر لهذه الشريحة إيماناً بأن كل حضارات الأمم على وجه الأرض قامت على أكتاف شبابها وقدراتهم و لذلك يتحتم علي شبابنا أن يكون قادراً على القيام بالمهام المنوط بها وبناء مجتمعه وقيادة بلاده نحو العلا وملامسة طموحاتها وتطلعاتها المستقبلية وهناك ثمة أمور ينبعي أن تتوفر لهذا الشباب وهذا الجيل الذي نعول عليه كثيرا:
1- أن يجتاز المراحل التعليمية بنجاح وحاصل على مؤهلات عملية ومهنية تسمح لها بأن يكون منتجاً.
2- أن تتاح لها لفرصة لاكتساب الخبرة الضرورية في الأعمال الإدارية بحيث يكون مهيئا نفسياً وعقلياً حتى يتناسب الإنتاج مع ما تم الإنفاق علي تحصيله في العلمي وبمعنى أدق أن يدرب الشباب بحيث يكون كفئ للعمل المنوط إليه وذلك من خلال الدورات التأهيلية والتكوينية لتعزيز الكفاءات عند الشباب حتى يكون قادراً على إدارة الأمور بالطريقة المثلي.
3- لابد من خلق وغرس فكرة الاعتماد على النفس والابتعاد عن الوساطة التي تبعد الشباب عن الجدية ولا تشجعه علي الإنتاج مما يجعل الشباب يعيش بعيدا عن الواقعية ومجافيا الحقيقة وهذا يتطلب أن يكون متحليا بعزة نفس والانتماء الوطني وهو ما يساعده على تحقيق طموحاته بنفسه انطلاقا من الادراك بأن تقدم الأمة مرهون بمدى قدرة شبابها على القيام بمهامهم ومسؤلياتهم بشكل صحيح وجاد ونظراً لهذه الأهمية أعطت الحكومة الجيبوتية الاهتمام الأكبر لقطاع التعليمي واعتما مجانية التعليم والتأهيل للشباب أو برسومات رمزية وأنشأت لهم مراكز ومنتديات شبابية ومكاتب خاصة لهم لمتابعة شئونهم وتوجيههم وتوظيفهم وهذا يبرهن مدى جدية واستعدادا لسلطات المعنية على تطوير الشباب وبناء مستقبلهم لإخراج شباب متعلم ومثقف وطموح لبناء بلده ورفع مكانته.
4- أن يكون الشباب بعيدا عن ممارسة أي نشاط مخل بالآداب والمروءة وأن لا يمارس أية سلوك مضر بالصحة وبمعنى أدق أن يتجنب الشباب تعاطي كل أنواع المخدرات والمسكرات وما يشين سلوكه لأن الشباب الذي لا يترفع عن استخدام المخدرات ويتعاطاها يعرض نفسه للهلال المحتوم والفشل الأبدي في الحياة المستقبلية إن كان له حياة ويكون عار على أمته وأهله وعائقاً أمام عملية التطوير والتقدم الذي تصبوا إليه الأمة.
فارح وابري وعيس