لا شك أن الشباب يمثلون الدعامة الأساسية لكل الأمم فبهم تسير الأمم والأقوام نحو التقدم والرقي ومعروف أن الشاب القوي خير من الشاب الضعيف المتهالك في البنية الجسدية والعقلية ، كما أن الشباب هم معقد الأمل في مستقبل أفضل بحكم أنهم رجال الغد وقادة المستقبل وأساس التقدم والتطور والازدهار، ولأهميته استقطب موضوع الشباب الكتاب والمؤرخين والفلاسفة على مر العصور، وأدلى كل بدلوه فيه وتوصل جميعهم إلى أن الشباب هم عماد الأمم وعنوان تطورها. ومن هذا المنطلق فإنه يجب إيلاء الشباب الاهتمام اللازم والعناية الفائقة وتوجيههم توجيها صحيحا وتسليحهم بالعلم والمعرفة في الصغر قبل تكوينهم مهنياً. وفي ضوء ذلك فإن يجب على الجهات المعنية أن تستثمر في الشباب وتقوم بإرشادهم وتربيتهم تربية سليمة صحيحة، وعليها أن تقوم بمكافحة البطالة في أوساطهم وتوفير فرص عمل لهم للاستفادة من طاقاتهم وإمكانياتهم ولاسيما حملة المؤهلات العلمية. وينبغي افتتاح مكاتب تعنى بتوعية وإرشاد وتوجيه الشباب العاطل عن العمل حتى لا يصاب باليأس والإحباط وانفصام الشخصية.
ولا بد من تعزيز روح المواطنة وغرس حب الوطن فيهم. ونحذر الشباب من أن يعلقوا آمالهم على الهجرة إلى الخارج وأن يصرفوا نظرهم عن التفكير في بلادهم وفي مجتمعهم الذي ينتظر منهم الكثير. بل عليهم أن يضعوا مصلحة بلدهم نصب أعينهم ويسخروا كل طاقاتهم لخدمة مجتمعهم، وعليهم أن يدركوا أنهم الفئة القادرة على تحمل المسؤوليات والقيام بأعبائها، وأن يعرفوا أن الأمم تتخبط في التخلف والركود وتصبح ضعيفة غير مهيبة الجانب إذا تخلى شبابها عن القيام بمسؤولياتهم وبددوا طاقاتهم وقدراتهم وأعاقوها عن العمل. أما إذا نهضوا بمسؤولياتهم فإن دولهم تصبح مهيبة الجانب ومثالا يحتذى به في التقدم والتطور والسؤدد.
فارح وابري