امتدادا لدور بلادنا الطليعي في مكافحة القرصنة البحرية وضع رئيس الجمهورية السيد / إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأول السبت حجر الأساس للمركز الإقليمي للتدريب البحري والتوثيق في دوراله الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة ، وبإطلاق هذا المركز الفريد تكون بلادنا الحبيبة قد حققت انجازا كبيرا آخر ينضاف الى سجلها الحافل بالعطاء المتميز والمساهمة الفاعلة في مساعي الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة وحل الإشكاليات والقضايا العالقة فيها وتحقيق الازدهار والنماء لشعوبها ، وفاء بالتزاماتها الإقليمية والدولية ، واضطلاعا بالدور الذي يمليه عليها موقعها الجيواستراتيجي الهام ، الذي يفرض عليها أن تكون بمثابة شريان حياة وصمام أمام لباقي أرجاء المنطقة ، وتجسيدا لرغبة قيادتنا الرشيدة الأكيدة في أن تظل جمهوريتنا الغراء الكريمة مركزا دوليا بارزا ينهض بمسؤولية مواجهة الأخطار في المنطقة ومراقبة خليج عدن والبحر الأحمر .
وقد عزز تضافر هذه العوامل مكانة بلادنا الإقليمية والدولية ومكنها من لعب دور ريادي في المنطقة والانخراط في كل المشاريع الدولية المتصلة بحلحلة القضايا
العالقة فيها، كما مكنها من تصدر وتوجيه الجهود المبذولة في هذا المضمار في أغلب الأحايين.
وعلاوة على الزخم الكبير الذي سيحدثه في الساحة الإقليمية، فإن المركز الجديد سيشكل لبنة جديدة وخطوة متقدمة في المساعي الحثيثة الرامية إلى استئصال شأفة القرصنة البحرية التي تمثل تهديدا خطيرا للملاحة البحرية الدولية وتكبد التجارة العالمية خسائر فادحة، وتساهم بالتالي في تعميق الأزمة الاقتصادية العالمية.
وفي ضوء ذلك فإن بلادنا الحبيبة برهنت مرة أخرى أنها جديرة بلعب دور قيادي خدمة لاستقرار المنطقة وحماية للملاحة البحرية الدولية وتعزيزا للأمن الإقليمي والسلم الدولي، ودفعا لجهود التكامل الإقليمي نحو الأمام، وجسدت حنكتها وحكمتها المعهودتين في التعاطي مع المتغيرات الدولية والظروف الاستثنائية التي تمر بها منطقتنا التي ابتليت بالعديد من الآفات من أبرزها القرصنة البحرية والإرهاب، إلى جانب القلاقل والنزاعات التي ظلت تعصف بها، ولا شك أن دورا طليعيا من هذا القبيل في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة يستحق تحية إجلال وتقدير!!