في مستهل حديثي يجدر بي أن أطرح السؤال التالي:-
أيهما أكثر تأثيراً على الرأي العام الإعلام أم السياسة؟
إن العلاقة بين الإعلام والسياسة عملية متلازمة وعميقة حيث أن كلاً من الإعلام والسياسة يسعيان إلى قيادة الجماهير أو الرأي العام والتأثير عليه بطريقة علمية وممنهجة ومن هنا نجد الخبر والتعليق والتحليل جميعها توصف بأنها سياسة. أما من حيث أيهما أكثر تأثيراً على الآخر، فيمكن أن نقول أن العلاقة بينهما متبادلة من حيث التأثير والتأثر إلا أن تأثير الإعلام على السياسة هو الأقوى لأن الإعلام يطرق دائماً مكان الصمت في السياسة ويمكن لمقال صحفي واحد أن يحدث تأثيراً كبيراً على الرأي العام ويلفت الأنظار إلى قضية لم تكن معروفة أو ذات أهمية لدى الرأي العام، وخاصة في العصر الذي نعيشه عصر الفضاءات المفتوحة والإنترنت.
إذاً فالإعلام له تأثير واضع وجلي في محاور عدة سواء أكانت سياسة أو اقتصادية أو ثقافية. لذا يجب أن يكون هناك توازن بين الإعلام والسياسة والتعامل مع الإعلام بعقلية متفهمة وبقراءة دقيقة للأحداث والمعلومات قبل عرضها على الرأي العام. ولا يتأتى ذلك إلا من خلال التنسيق بين القوى السياسية والإعلام وبقدر من المسئولية ليعطي الإعلام الصورة الحقيقية للبلد ويوائم بين مصالح البلد الخاصة ومصالح الدول الأخرى.
ونستنتج من خلال ما سبق أن الإعلام سلاح ذو حدين يجب التعامل معه بحذر شديد.
عثمان حسين عمر