إن المتتبع لخارطة عمل وأجندات المناشط والفعاليات الاجتماعية أو الثقافية التي يتم تنظيمها سواء من قبل المؤسسات الرسمية مثل وزارة الشئون الإسلامية ووزارة ترقية المرأة والاتحاد الجيبوتي لنساء جيبوتي أو من قبل مؤسسات المجتمع المدني بهدف التوعية يلاحظ أنه لا يمضي شهر أو أكثر قليلاً دون أن يفرض ختان الإناث حضوره على مشهد البرامج التوعوية ندوة هنا وسمنار هناك وورشة عمل تتبعها أخرى على مدى سنوات متلاحقة كان آخرها الحفل الكبير الذي نظمته وزارة ترقية المرأة في ملعب البلدية الأحد الماضي والذي كان مكرساً للدفع إلى التخلي التام عن كل أشكال الختان الأنثوي والذي انطلق هذه المرة من قصر الشعب بمشاركة جماهيرية واسعة وغير مسبوقة من مختلف أحياء العاصمة والمناطق الداخلية وبزخم أكبر ينم عن وعي وبضرورة تفعيل وتحقيق الالتزام بالإقلاع عن هذه الممارسة ومحاصرة هذه الظاهرة وتأكيداً على الاستعداد الجماعي للتخلي عن هذه الظاهرة كما أن هذا الاحتفال كان لقاءً ختامياً للعديد من الأنشطة والبرامج وجلسات التعبئة الاجتماعية على المستوى الرسمي والشعبي للارتقاء بالوعي الجماهيري من تراث ثقافي لا يقوم عليه دليل أو معرفة سطحية لمخاطر هذه الممارسة إلى إدراك حقيقي يستقر في بؤرة الشعور، بالإضافة إلى السعي لتعزيز التزام بلادنا فيما يتعلق بالتخلي عن كافة أشكال تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى فلاشك أن هذه الجهود مقدرة وبدأت تحقق نتائج ملموسة وأن هذا التكثيف لهذه البرامج التوعوية مبرر بل ضروري نظراً لما تمخض عنه من انحصار لهذه الظاهرة ليس على مستوى الممارسة فحسب بل على المستوى الثقافي والنظرة إليها وإن لم تصل إلى الهدف المنشود المتمثل في التخلي التام وهذا ما دفعني للتوقف على هذا الموضوع والتساؤل عن سر التعلق المستميت باشراع السكين في وجه الأعضاء التناسلية الأنثوية وتناوله بمناقشة موضوعية في هذه العجالة.ختان الإناث هي عادة بدأت في مصر سنة 100 قبل الميلاد تقريباً وتمارس فيها إلى الآن بالإضافة إلى عدد محدود من الدول الأفريقية من بينها بعض الدول العربية المتمثلة في كل من الصومال السودان جيبوتي موريتانيا وهي نتاج سيطرة العرف السائد والعادات والتقاليد التي بعضها يعود جذوره للأديان وبعضه الأخر اعتادت القبائل على التعاطي به دون النظر لأسبابه أو مظاهره وأثاره.وهي تتم بصورة مبالغ فيها مما يحرم الإناث من المتعة الزوجية الشرعية ..
أما بالنسبة لنتائج هذه العملية الطبية فهي تتعلق أولا بطريقة إجراء الختان وتختلف شدتها حسب شدة الطريقة تتراوح النتائج بين الألم لدرجة الصدمة ، النزف ، احتباس البول ،الالتهاب وتقرح المنطقة التناسلية والأعضاء المجرى عليها الجراحة ، وربما بتلوث الأدوات قد ينتقل الإيدز ( كعواقب عمل جراحي ) وأما الآثار البعيدة المدى فقد يكون تشكل خراجات ، ندبة جراحية ، ضرر احليلي يؤدي إلى مشاكل بولية لاحقة ، بالإضافة إلى عسرة الجماع وسوء الأداء الجنسي بالنسبة للمتزوجات وقد يؤدي إلى صعوبات في الولادة وأمام كل هذه المخاطر دون وجود سند شرعي قوي بوجوبها ولا حتي استحبابها. فمَن نظر في القرآن الكريم لم يجده تعرَّض لقضية الختان تعرُّضا مباشرا في أي سورة من سوره المكية أو المدنية وإن ما ورد من أحاديث حول ختان الإناث في السنة المشرَّفة، لم يصحَّ منها حديث واحد، صريح الدلالة على الحكم، على أننا لو سلَّمنا بصحَّة حديث، أم عطية(أشمِّي ولا تنهَكي): فما الذي يفيده هذا الأمر النبوي: أهو أمر إيجاب؟ أم أمر استحباب؟ أم أمر إرشاد؟ الأرجح عندي: أن الأمر في مثل هذه الأمور للإرشاد، فلا يدلُّ على الوجوب أو الاستحباب، لأنه يتعلَّق بتدبير أمر دنيوي، وتحقيق مصلحة بشرية للناس، حدَّدها الحديث بأنها: نضارة الوجه للمرأة، والحظوة عند الزوج وأما حديث: "الختان سنة للرجال، مكرُمة للنساء":وحتى لو ثبت هذا الحديث فماذا يدلُّ عليه؟ يدل على أن الختان (مكرمة للنساء).
ومعنى أنه مكرمة للنساء: أنه شيء مستحسن عُرفا لهنَّ، وأنه لم يجئ نصٌّ من الشارع بإيجابه ولا استحبابه. وهذا أمر قابل للتغير، فما يعتبر مكرُمة في عصر أو قطر، قد لا يعتبر كذلك في عصر أو في قطر آخر ... ولهذا رأينا عددا من أقطار المسلمين لا تختَّن نساؤهم وهناأود أن أسال من وجهة نظر دينية أنه ثبت علميا أن شهوة الأنثى تعادل ضعفي شهوة الرجل والحقيقة المسلم بها لدى المتدينين أن الإنسان بكافه صفاته وغرائزه هو منحة من الله وان الله خلق الإنسان على احسن صورة ( وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) وكل ما في الإنسان هو نعمة من الله يجب على الإنسان أن يشكر الله على أنه خلقه على هذه الصورة فلماذا يرى الإنسان أنه أحق من الله في تغير صفة أودعها الله في الإنسان ؟
هل يرى الإنسان أن شهوة الأنثى هي خطأ إلهي لذلك يقوم بعملية الختان للأنثى ليحرمها من شيء أودعه الله بها؟؟.
أما وجهة النظر الثانية وهي المنتشرة لدى القبائل التي تمارس هذه العادة والتي البعض منها يبدو وثنيا لا دينيا مثل بعض القبائل في أفريقيا التي تمارس أيضا عادة ختان الأنثى فهي تعول على أن هذه العادة تحد من شهوة الأنثى وبالتالي تضمن عدم انحرافها كما يسميه البعض مستقبلا, ومن هذه النقطة أطرح السؤال التالي :
هل كل إناث العالم اللواتي لم يتم ختانهن هن إناث شاذات جنسيا ؟؟ أو جميعهن انحرفن ؟؟
وهل الختان وحده كافي للحد من ظاهرة الانحراف ؟؟ وهل الانحراف يختص بالأنثى وحدها فقط ؟؟ ألم تجمع الدراسات والعادات والتقاليد والأديان جميعا أن الانحراف هو نتيجة التربية الخاطئة ؟؟
الدعارة وهي كما يقول عنها البعض اقدم مهنة في التاريخ والتي هي بحد ذاتها تجسد أعلى درجات الانحراف الأخلاقي لم يستطيع أحد أن يجد لها سببا سوى سوء التربية وبعض النواحي الأخرى مثل التشرد بسبب الخلافات العائلية ونشوء ظاهرة أطفال الشوارع مثلا وغيرها من الأسباب التي أدت إلى أن يكون في داخل المجتمع مجموعات من المنحرفين .
عملية الختان هي عملية غير مشروعة لوقوعها تحت طائلة التجريم وفقا لقانون العقوبات إذ ينطوي على جرائم ثلاثة :-
- الإيذاء البدني
- هتك العرض
- ممارسة العمل الطبي بدون ترخيص
رأى القانون في عملية الختان التي يجريها الطبيب
أنها جريمة جرح عمدية يعاقب عليها القانون.
جمال أحمد ديني