8/12/2011
استطاع الإسلاميون في مصر،تونس، والمغرب أن يلقّنوا سائرَ الأحزاب السياسية درساً في الجماهيرية، وفي القدرة على التنظيم، والفوز برضا الناس.. و لا غرابة في ذللك إذ إنّ الظاهرة الإسلامية في العالمين العربي و الإسلامي هي ظاهرةٌ أصيلةٌ بغضّ النظر عن سوء الإدارة السياسية… فالإسلاميون قريبون من الجمهور ومن رجل الشارع عبر سلسلة من الخدمات وعبر لسان مماثل وثياب مماثل دون استعلاء أو تكبر كما في الفضائيات ومن ثم فالإسلاميون قريبون من الجمهور ومشكلاته وتطلعاته…وأكثر تعبيرا عن المقاومة ضد الكيان الصهيوني من غيرهم. والناس تتطلع إلى من يمثلهم ويعبر عنهم لا صيما وأن هؤلاء أكثر الفئات ثباتا ضد الأنظمة الفاسدة ودفعوا ضريبة هذا الثبات اعتقالا وحظرا وتشويها عريضا.
حين يبحث الناس عن المقاومة ضد الكيان الصهيوني وضد كل احتلال يجد في طليعة المشهد التيار الديني .. وحين يبحث الناس عن القادرين على الحشد والتعبئة ضد السياسات الغربية المنحازة يجد أيضا فى طليعة المشهد التيار الديني، وحين يبحث الناس عن الذين يعبرون عن هويتهم الدينية ولا يصدمون الناس فى مشاعرهم الدينية يجد التيار الديني في الطليعة.. ويتساءل جموع الناس لماذا يتجاهل ذلك بعض العلمانيين بل ينكرونه؟ ولماذا يُستدعى الإسلام إلى ساح الوغى والجهاد عند الأزمات وينحى عند الحكم والتطبيق؟! ولماذا حين تجرى انتخابات -ولو شبه نزيهة- ويحصد فيها أصحاب التيار الإسلامي غالبية الأصوات (مصر، فلسطين، المغرب، تونس، …) يسارع بعضهم للتقليل من هذا النجاح ووصم ذلك النجاح بأنه بسبب القتل البطيء للأحزاب الأخرى وإفساح المجال للجماعات المحظورة رغم أن أكبر نسبة اعتقال وتضييق تطال تلك الجماعات لأسباب عدة؟!
و رغم أن هناك مشاكل مستعصية تجوب في عالمنا العربي والإسلامي و مضت عليها عقود دون حل…وقد لا يستطيع الإسلاميون حلَّها بشكل جذري وتام إلا أن الإسلاميين يقدمون حلولا يراها عامة الناس قريبة من دينهم وتطلعاتهم لا صيما أن الذي يقدمها يبدو لهم أنه القوى الأمين.
والغريب أن بعض النخب العلمانية تتصنع أنها فوجئت بفوز الإسلاميين في الانتخابات … متى يعقل هؤلاء أن الذي ينجح في ظل التضييق يمكنه أن يكتسح فى ظل الانفتاح(مع تحفظي الشخصي على لفظة اكتساح)؟ الحق أن الخوف من اكتساح التيار الديني غير عقلاني لأن نجاحهم تم بإرادة جموع الناس فأين المتخوفون حقيقة؟ إنهم هناك فى الفضائيات والانترنت فقط…
لقد آن الأوان لاحترام الإسلام في العالم العربي كله و ذلكم بتطبيق الشريعة الإسلامية السمحة ، العادلة ، بدءا بالسماح للناس بالتدين كما يشاءون وبكل حرية، ثانيا بضرورة القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة فيما يتعلق بمحاربة الفساد الأخلاقي والفساد المالي والفساد السياسي، ثالثا باعتماد النظام الاقتصادي الإسلامي، رابعا ، باقتسام الثروات وفقا للعدالة التوزيعية ، خامسا ، بخلق فرص العمل للشباب في كل البلدان العربية و تشجيعهم على إنشاء مقاولات صغرى ومتوسطة ، سادسا بالحكم بالعدل.
فيصل مختار
Minnesota, USA