عندما تحل ضيفاً عزيزاً على الأخر وبدلاً من أن ترد الجميل للرجل وتحترم آداب الزيارة والضيافة تفضل تعكير الأجواء وتثير الشغب بل وتسترق النظر إلى حرائر المضيف .. عندها ستصبح هذه الزيارة بمثابة مكالمة لم يرد عليها.
حين تكون جندياً تكدح وتكسب حلال وتأكل من عرق جبينك وترعى مصالح الأمة وتسهر لينام الآخرون وتضحي وتموت من أجل أن يعيش الآخرون وتحرس الأرض ومن عليها وتظل تمنع سماء الوطن من الشياطين وفضلاً من أن تحصد النجوم والأوسمة لا تجد من يكافئك حتى من يشعر بك .. فإنها مكالمة لم يرد عليها.
عندما لا يحترم الكريم ويكرم اللئيم ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويكذب الصادق ويصدق الكاذب وعندما لا توجد مسافة للتفريق بين هذا وذاك .. طبعاً فإنها مكالمة لم يرد عليها عندما نؤمن نحن بمبدأ الأخوة والموعظة الحسنة ويؤمن البعض بالغطرسة وتسعي بعض الدول لفرض رؤيتها للديمقراطية علي الآخرين دون أن تقدر علي الرفض لهذا الإكراه تلك حتماً مكالمة لم يرد عليها
حين ترتكب الجرائم باسم الحب وتنتهك أعراض المسلمين باسم الحب ويغرر بالفتيات السذج بكلام معسول ولا نجد من يردعهم ويرد على المستغيث .. فتلك مكالمة أخرى لم يرد عليها.
عندما تملك خمسة حواس ويهب الله لك حاسة المال والذي يعتبر حاسة سادسة التي لا يمكن بدونها الاستمتاع بالحواس الأخرى وعندما لا تستغل هذه الحاسة السادسة ولا تفهم فحواها وتستخدمها في غير وجه الحق ..
فعلاً إنها مكالمة لم يرد عليها.
عندما تفقد الفتاة عفتها وعذريتها وتضيع ويضيع معها أغلى ما تملك وتصبح كالآلة الموسيقية التي تعزف عليها كل يد وفي أخر المطاف ترمى في الشارع فتطرق كل الأبواب وتسد في وجهها وينفطر قلبها وتبكي ..من الأعماق فإنها مكالمة لم يرد عليها
لكن حين يضيع الشباب بدعوة الحداثة والموضة ويدمن موسيقى هِب هوب ويتناقل بين الملاهي ويقضي وقته بين سهرة وأخرى ويموت وتموت معه شيم والشهامة والرجلة وهوية المجتمع .. فإنها مكالمة لم يرد عليها .
عندما يتصارع الحق والباطل وتشتد المعركة بينهما ويجد الأخير مناصرين كُثر يتعهدون له بالولاء والحماية ويمسي الحق وحيداً ويتيماً ويستغيث ولا يلبى نداءه ..حتماً فإنها مكالمة أخرى لم يرد عليها.
عندما يدعو غيرك إلى الشر وأنت تدعو إلى الخير وتحمل في قلبك معاني نبيلة وترعى أيتام المجتمع وتعيد البسمة إلي وجوههم وتسعى لإصلاح ما أفسده الآخرون وتشمر ساعدك من أجل النهوض بالمجتمع ولا تجد من يشد أزرك وترى نفسك أنك تسبح عكس التيار .. فتلك مكالمة أخرى لم يرد عليها.

عبدالرزاق عمر جيلدون
خريج من الصحافة والإعلام
وأستاذ في إعدادية ويعا