نتناول في هذه الحلقة من سلسلتنا الانعكاسات السلبية لإهمال المدرس الناجم عن غيابه المتكرر وهو من يفترض منه أن يكون قدوة ومثال يحتذي به من خلال هذه القصة التي تجسد هذه الحقيقة :
دق الجرس معلناً بداية الحصة وتوجه الطلاب إلي الفصل فاخذ كل منهم مكانه دون أن يظهر المدرس الذي لم يحضر فمرات الثواني والدقائق الساعات فبدأ كل يحدق في ساعته ليهتف أحدهم قائلا لقد حان الوقت فأين المدرس ؟ هذا هو السؤال الذي كان يتبادله التلاميذ دون أن يجدو له جواباً شافياً وحينها بدأت تعم الفوضى الفصل وزاد الهرج والمرج وتحولت القاعة إلي ملعب كرة وخرجت الفوضى التي ضربت أطنابها بهذا الفصل لتلقي بآثارها علي الفصول الأخرى التي سببت لها قدرا وافرا من الازعاج فاضطرت إدارة المدرسة إلي إخلاء الفصل وإخراج الطلاب من القاعة كحل لوقف الإزعاج ترى هل هذا هو القرار المناسب لحل المشكلة أم أن ناظر المدرسة أخطأ وجانب الصواب ؟
وللإجابة علي هذا السؤال فنقول أن المنطق والعمل الجدي لحل هذه المشكلة يقتضي التعامل مع الأسباب وليس النتائج فالمشكلة من المدرس وليس من الطلاب وخاصة عندما نكتشف أن غيابه ليس ناتجا عن مرض ألم به أو عذر آخر شرعي وإنما هو جاء نتيجة سهرة قاتية يأبي علي إثرها الغمد جفناه فلا يعرف النوم الطريق إلي عينيه إلا في الصباح فيروح في ثبات عميق ضاربا عرض الحائط بواجبه ومسؤوليته ليتخلف عن واجبه الوظيفي وعن الطلاب الذين تقع مسؤولياتهم عليه ، فالنتصور حالة الفصل عندما يغيب المدرس في الحقيقة لا يمكن تصور هذه المشكلة وما يحدث في القاعة من الفوضى والإزعاج وإنما تتعدي إلي الجانب الأخلاقي والتربوي ومعروف أن الطلاب بطبعهم يميلون للشغب فإذا كان الأمر كذلك فان الإدارة صحيح أنه ليس بمقدورها السيطرة علي الموقف سوى بإطلاق سراح الطلاب وإخراجهم من المدرسة إلى الشارع فياخذ الطلاب ينتشرون في الشوارع يعرضون أنفسهم لخطر الحوادث ،ولكنها بحاجة إلي قدر أكبر من الحزم والصرامة لوضع لهذا الاستهتار .
فارح وابري وعيس