وسعت كتاب الله لفظاً وغاية ... وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف ... وتنسيق أسماء لمخترعات
لا يغيب عن فهم أي إنسان يتمتع بقدر من الموضوعية والانصاف أن اللغة إدراك عظمة اللعة العربية كحاملة للدين الإسلامي وكلغة القرآن الكريم ووكلغة أسهمت في إثراء الحضارة الإنسانية كما لا يخفي علي أحد ما نالها من حصار بسبب موجات التغريب التي ضربت أطنابها بسائر بلاد العرب إبان فترة الاستعمار الذي انحدر بها فانكمشت وانزوت في ركن قصي ولكن لغة بحجم أمة ورسالة وحضارة وتاريخ كاللغة العربية لم يكن من المنطق وحقائق التاريخ أن تبقي علي هذا الحال ويكفي للتدليل علي ذلك إلقاء نظرة علي واقع العربية في جيبوتي وإجراء مقارنة بسيطة بين ما كان عليه حالها بالأمس وما سار عليه اليوم فبعد استعمار فرنسي كان ثقافيا بالأساس جسم علي الصدر قرنا ونيف تبدل فيها كل شيئ حتي بدي وكأنه لا أمل في العودة ولكنه ما أن تحررت الأرض والإنسان أصبحت استعادة الهوية أولي الأولويات وتجلت ترجمة هذا الحلم الوطني أكثر ما تجلت في العقدين الأخيرين ، فقد شهدت اللغة العربية فترات من الازدهار والانتشار بعد استقلالها وبعد مشوار الكفاح الثقافي الذي دام لأكثر من ثلاثين عاماً ، ويكفي القول أنه عندما حصلت جمهورية جيبوتي على استقلالها استمر استخدام اللغة الفرنسية كلغة رسمية للبلاد واستمر ذلك فترة السبعينات وثمانينيات القرن الماضي، وبالرغم من كون اللغة العربية اللغة الوطنية الأولى حسب الدستور إلا أنه لم يتم تطبيق خطوات ذلك القرار فعلياً ولم يتغير الحال إلا بعد تولي فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله مقاليد السلطة في جيبوتي حين شهدت الدولة بعد ذلك اهتمام وتطور كبير للثقافة العربية والإسلامية على الصعيد العملي فأصبحت اللغة العربية مع اللغة الفرنسية لغتين رسميتين الدولة، بالإضافة إلى أن شهادة الثانوية العربية هي الشهادة الوطنية الأطولي بموجب مرسوم رئاسي الجمهورية قد أصدر قرار لوزارة التعليم بأنه تقرر دمج مادة اللغة العربية والتربية الإسلامية ضمن المنهج التعليمي ابتداءً من المرحلة الابتدائية هذا بالإضافة إلى إنشاء أقسام عربية في جامعة جيبوتي، كما تم التوسع في المدارس الثانوية الأهلية التي تعتمد العربية لغة التدريس فيما ووضعت ضمن نطاق المؤسسة التعليمية الرسمية، ولم يقتصر توسع اللغة العربية في مجال التعليم وحسب بل شمل مجال الإعلام فقد تم التوسع في البث التلفزيوني الرسمي حيث تم رفع السقف الزمني وتنويع المادة الإعلامية المرئية باللغة العربية كما أن هناك ساعات معتمدة لبرامج ثقافية ودينية باللغة العربية.
وفي الإذاعة تبث ثلاث ساعات بالعربية في اليوم لبرامج مختلفة وهذا بالإضافة إلى إصدار جريدة القرن الحكومية الناطقة باللغة العربية مرتين أسبوعياً والتي كان إصدارها بمبارة من رئيس الجمهورية عندما كان رئيسا للدوان ولكن هذا الانتشار والحضور والتوسع الذي شهدته اللغة العربية لا يعني أنها قد وصلت إلى المرتبة التي تصبو إليها والتي يمكن من خلالها تداولها بشكل موسع بل على اللغة العربية الاستمرار في السير على هذا الطريق طريق الازدهار والنمو والانتشار الذي انطلقت منه حتى تصل إلى مرحلة تصبح فيها اللغة العربية اللغة الأولى دون منازع وهذا يعتمد علينا نحن وعلى تمسكنا بلغة الدين الإسلامي وهويتنا الثقافي ونشرها في ربوع البلاد.
حواء عمر محمد