إن من المعلوم والمسلم وكما يعتقد علماء الاجتماع أن الطبقة المتوسطة في أي مجتمع هي بمثابة العماد والركيزة الأساسية ومحوره وبانحسارها واختلالها يختل ويتراجع .
ويمكن لنا أن نتوصل إلي هذا الاستنتاج إذا أدركنا أن من هذه الطبقة المجتمعية يبرز عادة أجيال من المتعلمين من ذوي الشهادات العليا والمثقفين ورجال الأعمال والمبدعين في شتى المجالات .
فلا يمكن اعتبار أي عملية تنموية في منطقة أو بلدنا تنمية سليمة ومتوازنة إن لم ترتكز تلك العملية وتضع نصب أعينها توسيع نطاق تلك الطبقة المحورية لتصبح الشريحة الأكبر من المجتمع من خلال النهوض بالطبقات والشرائح المجتمعية الأدنى من ذوى المدخولات المحدودة والفئات والأسر الضعيفة وانتشالها من قاع البؤس والفاقة إلي قدر ومستوى من العيش الكريم .
وتماشيا مع هذه الرؤية الإستراتيجية والقاعدة الحيوية في المسألة التنموية ؛ فإن ماتم إنجازه في البلاد حتى الآن ن وما ينتظر تحقيقه في المستقبل المنظور من برامج وخطط ومشاريع تنموية في إطار رؤية وخطة أوسع للتضامن الوطني عبر الكالة الوطنية للتنمية الاجتماعية والتي تم إطلاقها من قبل القيادة السياسية في مطلع العام 2007م والتي تهدف بالأساس إلي وضع حد لوطأة الفقر على الأسر والفئات المحتاجة في المجتمع ، وإحداث تنمية اجتماعية متوازنة .
وبالنظر إلي ما تم تحقيقه حتى الآن في سباق الحرب التي تشنها الحكومة والمجتمع إلي جانبها على الفقر والعوز في البلاد ابتداء من تأسيس الوكالة الوطنية للتنمية الاجتماعية ، و إنشاء ديوان للزكاة في تجربة أثبتت نجاعتها وفعاليتها في دول أخرى ، وما تلا ذلك من مشاريع وبرامج تنموية ترتكز على قاعدة ورؤية تؤمن بأهمية تأهيل قطاعات وأفراد من المجتمع بقدرات ومهارات تمكنهم من الانخراط في سوق العمل ؛ كإيجاد بدائل كالتعليم المهني للطلبة المتسربين من الصفوف الدراسية في التعليم الأساسي .
وأخيراً وليس آخراً وفي ذات السياق تأتي خطوة أخرى مهمة تتجسد في إنشاء صندوق الانماء الاجتماعي والاقتصادي للخريجين من أصحاب الشهادات الجامعية تأسيس مشاريع وأعمال خاصة بهم عبر إقراض الصندوق لهم لما تحتاجه مشاريعهم من موارد وميزانيات هذا إضافة إلي تأسيس صندوق آخر متمثل بالصندوق الشعبي للادخار والائتمان ؛ والذي يقوم بتقديم قروض ميسرة للأسر الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود كي يتمكنوا من إنشاء أعمال صغيرة تدر عليهم من المدخولات ما يسد عليهم حاجتهم ويوفر لهم أسباب العيش الكريم وفي الختام نتمنى أن تستمر مثل هذه المشاريع التي تجسد معاني التضامن والتكامل المجتمعي والعدالة الاجتماعية
محمد إبراهيم محمد الحجازي