النظافة سلوك حضاري لأي شعب ينشد الرقي والازدهار يبدأ من الإنسان ذاته.. الإنسان الذي يحترم مقامه الكريم...ولذا فإننا نرى الإنسان النظيف هو الذي يعتني بنظافة بيته ونظافة شارعه ونظافة هندامه، ويرمي مخلفاته في أماكن القمامة المخصصة لها، ويتجنب السلوك المضاد للنظافة والنظام، وأخيراً يهتم ببيئته.
فإذا كان كل الناس ممن يحبون النظافة والترتيب، ويتبعون الإرشادات الخاصة بالبلدية، ويلتقون مع عمالها لتحقيق نظافة البيئة وسلامتها وصحتها فإنّ الشوارع ستكون نظيفة وجميلة .. فليس هناك ما هو أفضل من نظافة البيئة التي هي مفتاح لكل الأبواب الحضارية وخطوة أساسية للتنمية الشاملة
وتتعارض بعض المناظر غير الصحية التي نراها مع هذه القيمة والسلوك الحضاري حيث تثير المياه ر الراكدة في بعض أحياء العاصمة مخاوف وهواجس وسط الكثير من المواطنين وخاصة من المخاطر الصحية التي تهدد صحة وحياة المواطن... والأطفال على وجه الخصوص
تزكم الأنوف من رائحتها الكريهة خاصة في المناطق التي اختلطت فيها مياه الصرف الصحي الطافحة بالمياه الراكدة..والناتجة عن صب المياه المتخلفة عن الاستخدامات المنزلية كل هذه المظاهر والمناظر المقززة للنفس لم يجد الإنسان من سبيل أمامه إلاَّ أن يخوض فيها والتي يمكن أن تكون ذات أثر سلبي على الإنسان وصحته ، وأن الروائح الكريهة أصبحت طاغية في الجو وازدادت كميات وأسراب الباعوض والذباب.. كل هذا دفعنا للخوض في هذا الموضوع
فهذه المياه الراكدة تتسبب في كثير من الوبائيات ففيها تتجمع وتتكاثر يرقات البعوض والذي يؤدي إلى حساسيات والتهابات جلدية حادة خاصة لدى الأطفال، كما تتجمع في هذه المياه كما أنها تؤدي إلى الآلام و"الحكّة" وعدم النوم عند الأطفال.
وبالإضافة إلى كل ذلك فإن منظر المياه الراكدة في الشوارع يدعو إلى عدم الراحة ويكون المردود النفسي على المواطن سلبياً، كما تعكس صورة سلبية عن البلاد. بالإضافة إلى ذلك فالروائح الكريهة تهيّج الحساسية للذين يعانون منها.
وكذلك الأمر بالنسبة لمياه الصرف الصحي التي تعد احد مصادر التلوث المائي واحد المصادر الخطيرة، حيث ان تلك المياه تحتوي على كميات هائلة من الفيروسات والبكتيريا وهذه المشكلة هي من المشاكل التي تواجه البيئة لانها تؤدي الى هلاك الكائنات الحية بنوعيها الحيواني والنباتي، وأيضا الإنسان. وجميعها تأثير تلك المياه فيها خطير جدا لما تحتويه من مواد خطرة.
فهلا أعدنا النظر في طريقة تعاملنا مع البيئة وهلا تعاملت الجهات الرسمية المعنية بسلامة البيئة بجدية أكبر وهلا تضافرت جهودنا جميعا من أجل بيئة آمنة
أتمني من كل قلبي أن يكون الأمر كذلك
علمي عبدي جيدي