لا شك أن تطوير الإسكان يعتبر جزءاًَ أساسياً ولا غني عنه,حيث لا يمكن أن تتقدم أية دولة إلا إذا كان قد حدث تحسين ظروف الإسكان وتوفير المساكن الاجتماعية للمواطنين والقضاء على ظاهرة السكن العشوائي , والتي قد أصبحت تعرقل عمليات التحسين والتطوير والتقدم المنشود في مجالات الإسكان والبيئة . وإنه قد تم في السنوات الخمسة الأخيرة فقط افتتاح وتدشين العديد من المدن السكانية والمراكز التجارية , كما تم أيضاً توفير العديد من المساكن الجيدة للمواطنين والحد من ظاهرة السكن العشوائي .
وتتجلي هذه الرؤية فيما ما تشهده البلاد من حركة عمرانية متنامية ومتصاعدة في وتيرتها بشكل مطرد كنتيجة لما تحقق في الآونة الأخيرة وفي السنوات الخميس الماضية تحديداً من معدلات تنموية مزدهرة نسبياً وما ترافق مع ذلك من توافد للاستثمار الأجنبي إلى البلاد ، حتى لم يعد حي من أحياء وسط العاصمة وضواحيها وشارع رئيسي أو فرعي فيها إلا وفيه مبنى قيد الإنشاء أو عمارة سكنية أو تجارية تم الإنتهاء من عمليات البناء فيها ، إلى غير ذلك من الأحياء والمجمعات السكنية الحديثة التي بنيت في السنوات الأخيرة .
.. ونظراً لما تتميز به المباني القديمة في العاصمة وخاصة في قلب المدينة من قيم جمالية من حيث التناسق في طولها وحجمها إضافة إلى جمعها بين طرز معمارية عدة تتراوح بين الطراز العثماني المعروف الأعمدة التي تزين واجهة تلك المباني ذات الدورين والثلاثة أدوار وتلتقي تلك الأعمدة في الأعلى بالأقواس التي ترتفع فوقها نوافد خشبية ضخمة مقوسة كذلك عند ضلعها الأعلى يحوي بعضها مشربيات يزينها أشكال وزخارف من التراث الإسلامي إضافة إلى ذلك الطراز المعماري العثماني القديم فإن هناك طراز آخر يقف جنباًَ إلى جنب مع سابقه وهو طراز العمارة اليمنية الأصيلة السائدة في المباني التي بنيت حديثاً بما يتميز من اعتماده للوأن الدافئة الفاقعة التي تتراوح بين الرمادي والبني الفاتح والاصفر وغيرها من الألوان التي تحاكي البيئة الأصلية لتلك المباني التي تتميز كذلك بالنوافذ الكثيرة المربعة الشكل والتي تحوي زخارف جصية يتخللها الزخارف والألوان .
وحتى لا تبدد القيمة الجمالية والحضارية لتلك المباني التي تضيف رونقها على شوارع العاصمة المتناسقة ... نتمنى أن يرمم القديم من تلك المباني حتى تظل منتصبة وشامخة لأعوام أخرى قادمة ، كما نتمنى أن لا تنشز المباني التي سيتم بنائها مستقبلا عن تلك الطرز المعمارية السائدة حتى لا تبدو مغردة خارج السرب .
ولدعم ما قلناه بحقائق رقمية نختتم الموضوع بالإشارة إلي ما يلي :
حي هدن الأول الذي يتكون من 840 وحدة سكنية كما يشمل مرافق أساسية من مستشفى ومسجد وسوق تجاري .. وهناك أيضاً المركز التجاري الذي يقع في حي أنجيلا وحي ودجر الذي يتكون من 34فيلا وحي هدن الثاني ويضم هذا الحي حوالي 640 وحدة سكنية .
وفلل هرموس التي تمثل تحفة معمارية ومثيلاتها المطلة علي البحر في إيرون بناء 3 آلاف وحدة سكنية في الحي الثاني عشر، حي التضامن والذي يتكون من 277 مسكناً إلخ.
محمد ابراهيم حجازي