مازال مرض السل يشكل تحديا صحيا ليس على المستوى المحلي وإنما علي المستوى العالمي ،وبموازاة ذلك التحدي تتواصل الجهود الوطنية والعالمية في محاربته وسعيها الحثيث للقضاء عليه ومن هذا المنطلق جاء الاحتفال العالمي بهذا الخصوص تحت شعار لا سل بعد اليوم ، ويعد السيل المرض الثاني الذي يسبب الوفيات في العالم بعد الإيدز ، وهذا المرض لا وجود له الآن إلا في القارة الإفريقية وهو يحصد سنويا عشرات الآلاف من الأنفس ، والأماكن التي تزداد فيها حالات المصابين بهذا المرض هي الأماكن ذات التجمع والازدحام وتدني الوعي الصحي وسط المجتمعات، وتفشي الفقر .
ومن أهم أسباب انتشار هذا المرض تأتي نتيجة الجوع ،وسوء التغذية وعدم وجود ثقافة غذائية متوازنة هي أحد أسباب انتشار هذا المرض في جيبوتي وأيضا عدم انتظام المرضى في تناول العلاج سواء كانت على المدى القريب وعلى المدى الطويل ، إذ يتوقف المرضى عن تعاطي العلاج بعد شعورهم بالتحسن إلا أن التعاطي السليم مع هذه المشكلة والنظام الجيد الذي وضعته المراكز الصحية والمتمثل في حضور المريض بنفسه للمراكز الصحية كل صباح وأخذ العلاج والعقاقير اللازمة بشكل يومي وهذه الخطوة المقدرة ساعدت كثيرا في تضييق الخناق على مرض السل .ومكنت من محاصرة المرض
( 10-15) مليون شخصاً سنوياً ، إذا لم يأخذ العلاج الصحيح في الوقت المناسب وتوجد حوالي 203 مليون حالة وفاة سنوياً 90% - 97% منها في الدول العالم النامي وكذلك يقضي السيل على الشباب الذين يشكلون 26% من جملة الوفيات من حيث ثلث المصابين من ضحايا الإيدز وهم أكثر عرضة للسل خلال الفترة 2006 ، ومازالت تكافح وتضاعف جهودها الرامية لاستئصال المرض ومولت هذه الإستراتيجية من قبل منظمة الصحة العالمية ،وصندوق الأمم المتحدة للطفولة وفي ضوء هذه الإستراتجية تم توفير العلاج المجاني للمرضي المصابين بهذا المرض كما تم تزويد المراكز الصحية المجتمعية في العاصمة والمحافظات بالعقاقير والأدوية المضادة للسل ذات النوعية الجيدة بصورة منتظمة ومستمرة واشتملت بتوفير الفحص المجهري بغية الكشف عن الحالات المرضية ونظام فعال يقوم برصد المريض والإبلاغ عن حالاته المختلفة .
وهذه المبادرة تصب في إطار القضاء على مرض السل إلا أن مرض السل يحتاج إلى تكاتف الجهود والتعاون المشترك والتواصل المستمر سواء كانت من الحكومة والمجتمع المدني ، والإعلام ، والقطاع الخاص ، وإيجاد شراكة إقليمية ودولية لسد الهوة التمويلية والتي تساعدنا على تقوية قدرات البرنامج الوطني ،
وكل هذه الجهود الوطنية منها والإقليمية والدولية هدفها هو القضاء علي السل ، والوقوف صفا واحدا لأجل عالم خال من السل .
حسين على ديرنة