من المعروف أن ما يميز الأنسان عن باقي المخلوقات هو نعمة العقل .... وهذا أمر اتفقت عليه الشرائع السماوية والقوانين الإلهية و الأحكام الفقهية والآراء العلمية والأبحاث والدراسات العالمية .
وهذا العقل البشرى يتميز بقدرته التي فاقت الخيال حسب تأكيدات العلماء ، ويقال أن تفاوت البشر في الذكاء يعود إلى (نسب ) استغلالهم لقدراتهم العقلية ، ولا يشك أن هذا العقل بحاجة ماسة الى التغذية والتنشيط ، والتفعيل والتطوير ،والتمرين، وقد لا يهتم البعض بهذه النعمة .... نعمة العقل الذي يقود التقدم الهائل الذي يحدث في العالم من اكتشافات ،وإقامة منشآت وناطحات السحاب .... وابتكار مختلف الآلات .....و طائرات بدون طيار ... غواصات ... بل القيام بالسياحة على الاقمار
..... وعدم استخدام عقلك يعني الانسحاب من المساهمة في تطوير هذه الحياة ونتشيطها أو التفاعل معها على الأقل ..... وهذا يعني أيضاً عدم تقديرك لنعمة العقل حق قدرها ..... وقد يفتقر البعض الى العوامل المساعدة التي تدفع العقل الى اخراج افكاره وإبداعاته أو آراءه لتعانق النور، فيرضخ للواقع المر ، و يرضى بالتشتت والقليل الذي يحفظ له إنسانيته و يمشي بين الخلق لانه انسان ولابد ان يعيش ولو على الكفاف .
وتمر الايام وفي غمار تطورات الحياة وتقلباتها يلمح ضبابه تزحف نحوه .... تغطي شيئاً فشيئاً علي القليل والكفاف الذى رضي به .... ليصفعه كف التعجب ويوقظ شعاعا حرك خياله وطار به في الاجواء .... لحظات وتتكشف أمامه صورة استنتج منها رسالة مفادها عدم وجود مجال يخطو فيه عقله... بل لا يمكنه الرفض أو القبول ...... أو حتى إبداء رأيه ...... فيدمع قلبه بصمت من حيرة وعجز .... فيبقى عقله في مكانه متصمراً بعكس عمره الذى يسابق الزمن ، فيكون هيكلاً آدميا عديم الشخصية مغرق في بحر الالام النفسية ...... لا يقدم ولا يؤخر ......... لا يضيف ولا ينقص ..... وضعه وضع الصفر في العمليات الحسابية لا أثرله عند الاضافة أو النقص أو الضرب أو القسم ... يعني النتيجة واحدة.
وهناك مقولة ترددها الالسن وهي أنا أفكر إذا أنا موجود .... المهم صدق نفسك بأنك قادر على تقديم شيء لأسرتك لبلدك لأمتك واثبت للعالم أنك موجود كما قال الفنان المصرى محمد منير... وكن أي رقم ما عدى صفر.
نبيهة عبده فارح