الإسلام ضد العنف الذي يقتل أطفالاً وأبرياء ويدعي الانتماء إلى الإسلام.. ويعلم الجميع ان اليهود والنصارى عاشو في ظل الدولة الإسلامية رد حاً من الزمن ولم يظلم فيها أحد، أو يقتل ظلما وعدوانا، ولم يقتل أحداً ألا بحق، سواءً كان مسلماً أو غيره، وقد نزلت في القران الكريم عشر آيات تبرأ ساحة يهودي بعد أن اتهمه أحد المسلمين زوراً وبهتانا، فنزلت آيات من الله تعالى تؤكد من الفاعل الحقيقي وتبرئ ساحة اليهودي.. وحتى أن أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - نزل تحت حكم القاضي من أجل درع اختصم عليها أمير المؤمنين ويهودي، فحكم القاضي بها لليهودي، مما كان سبباً في دخول اليهودي بالإسلام، ولما فر اليهود من أذي نصارى الأندلس الذين أبادوا المسلمين واليهود على حد سواء، لم يجدوا أحداً يحميهم سوى دولة الخلافة الإسلامية " الدول العثمانية".. ونحن ضد قتل أي شخص ايا كان بدون حق، و كل مسلم يستنكر ما حدث في فرنسا كما يستنكر قتل المسلمين في افغانستان و فلسطين و العراق و الشيشان..
جدير بالذكر أن مشهدا دمويا فظيعا حدث في مدينة قندهار حيث اقتحم جندي أمريكي ثلاثة منازل و قتل كل من تواجد فيهم من مدنيين عزل دون أدنى شفقة او رحمة ليبلغ عدد القتلى 16مدنيا بينهم تسعة أطفال..ولم يكتف بالقتل بل جمع احد عشر جثة، من بينهم جثث اربع فتيات تقل أعمارهن عن ست سنوات ثم أشعل فيهم النار. والغريب أنّ ما حدث في تولوز حرك العالم بأسره وتسابق الجميع يتقدمهم رؤساء العالم منددين مستنكرين ما حدث واصفين بالجاني بأنه ارهابي متطرف من الجماعات الاسلامية و أصبحت جريمة لا تغتفر، بينما تعامل العالم مع كارثة قندهار ببرودة شديدة بل و بدأت وسائل الاعلام الغربية و الامريكية تروج روايات كاذبة تبرر الدوافع التي أدت الجندي الأمريكي لارتكاب جريمته البشعة.. روايات كثيرا ما سمعناها من الغرب وهم يرتكبون جرائم تتواضع امامها جرام الارهابيين حسب مواصفاتهم، و ما ان عاد الجندي الأمريكي الى قاعدته أسرع بعض الخبراء والعاملين في مراكز الدراسات بأن الرجل فاقد العقل و مجنون، و منهم من قال "لم يكن الجندي الأمريكي من الارهابيين الأشرار البغيضيين الأغبياء و لكن شخص أصيب بالجنون"..
لسنا من السذاجة كي نصدق هذا الهراء الذي تروجه وسائل الاعلام الغربية والأمريكية المنحازة دائما الي اسرائيل، فلو كان الجندي الأمريكي مجنونا تماما كان سيقتل 16 من زملاءه في الجيش ثم يشعل النار على جثثهم وما اختار ان يقضي على مدنيين أفغان كما قال "روبرت فيسك" الصحفي البريطاني المعروف.. هل هؤلاء المسلمون الذين قتلو بدم بارد - أيها العاطفيون - ليسوا بشراً ولا يستحقون أن نتكلم عنهم بكلمة حق؟ ، وهل هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين تقصف عليهم اسرئيل ليل نهار في غزة ليسوا أناسا ولا يستحقون ان نتكلم عنهم بكلمة حق؟، أي قلوب يحملون هؤلاء الذين يتحدثون عن الاستنكار!! وأي مشاعر تلك التي يحملونها بداخلهم! ! هل أصبح الدم المسلم رخيصاً الي هذه الدرجة؟، نعم أنه ارخص ما يكون، بل الحيوانات أصبحت أكثر غلاءً من دم مسلم..
هذه المجازر الغربية والامريكية المتوازية مع سياسات معادية للعالم الاسلامي، ومنحازة بالكامل للعدوان الاسرائيلي، هي التي تشجع الارهاب، وتسهل على المنظمات المتشددة تجنيد الانصار، فعندما تدين الاداراة الغربية و الامريكية بأقوى العبارات ما حدث في تولوز بينما يروجون تبريرات سخيفة لمذبحة قندهار.. فكيف يمكن ان نصدق كل الاحاديث والبيانات الغربية الامريكية حول العدالة وحقوق الانسان والقيم الديمقراطية؟..
فيصل مختار
Minnesota, USA