انطلقت شعلة الوحدة في الاسبوع الماضي من موقعين مهمين أحدهما أبخ ، والآخر مدينة جيبوتي ليلتقي الفريقان بعد ثلاثة أيام في مدينة الوحدة- مدينة دخل، ومما أثار العجب أن التقاء الشعلة التي حملها الشباب من أبخ بالشعلة الثانية التي حملها زملاؤهم من العاصمة في هذا المحفل أعطت دافعا معنوياً لهؤلاء الشباب الذين تمت تعبئتهم على مدى ثلاثة أيام والذين قاموا برفع الراية الوطنية بدءا من أبخ مروراً بتجورة، ومن مدينة جيبوتي مروراً بعرتا مدينة السلام وعلى صبيح وانتهاء بإقليم دخل، وقد استحقت مدينة الوحدة بجدارة احتضان الفعاليات الختامية لسباق الوحدة لأنها .. لأنها موطن الوحدة الوطنية، ولأنها كانت المكان الذي تم فيه ارساء الاسس للوطنية بعد الاستقلال، وحافظت على مدى العقود الثلاثة الماضية على مكتسبات الوحدة والتلاحم والتواصل بين الأجيال الناشئة وهذا ما أعطى لها ميزة خاصة عن باقي الأقاليم الأخرى في البلاد، وقد ساهمت هذه الشعلة والتظاهرة الثقافية والرياضية والاجتماعية في إحداث التوافق والتمازج والانسجام، ورسخت في وجدان الحاضر ومطالع المستقبل صورة الوحدة ، وأضاءت للشعب الجيبوتي دروب المستقبل الواعد من أجل غد أفضل.
إن الشباب هم رجال الغد ولا بد أن يحافظوا على الوحدة الوطنية التي هي مصدر قوتنا وسر وجودنا الثقافي والحضاري، وأن يعملوا على عدم إتاحة الفرصة لأي شخص يزرع الفتنة والتفرقة بيننا، والابتعاد عن كل ما من شأنه المساس بوحدتنا التي نعتز بها جميعاً.تلك رؤية آبائنا وأجدادنا الذين حافظوا على هذا الوطن من كيد الأعداء وأخرجوا الحرية والاستقلال بين فكي تمساح الاستعمار الغاشم وضحوا بأنفسهم وأموالهم ودمائهم لكي تبقى جيبوتي وطناً عزيزاً وآمنا ومستقراً وموحداً يسود فيه الخير والوئام وتزدهر فيه بركات الرخاء والتقدم وتتفجر فيه طاقات البناء والتشييد، وتترسخ فيه المبادئ السامية الأصيلة التي عاش الأجداد على نهجها ويتوارثها الأحفاد جيلاً بعد جيل.
وقد قام رئيس الجمهورية بإطلاق بطولة الوحدة التي نظمت لأول مرة بمشاركة فرق رياضية عديدة من الأقاليم الداخلية الخمسة.
وإن التاريخ لا ينسى أبداً الدور الريادي الذي قامت به الحكومة في مد جذور التواصل مع كافة ألوان الطيف في المجتمع الجيبوتي وستذكر الأجيال الصاعدة بإكبار وشموخ العمل الذي قام به رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله الذي ظل دائما رمزا بارزاً وعلماً شامخا تعتز به الأجيال من خلال مبادرته التاريخية والتي أيقظت الهمم، وكانت بلسما لقلوب الشعب الجيبوتي، وحشدت كل قوى المجتمع المدني، وساهمت في تجسيد دعائم الوحدة الوطنية والنهوض بالرياضة الوطنية.
حسين على ديرنه