إن مشكلة الشرود الذهني لا تقتصر على الطالب الدارس فحسب وإنما هي مشكلة يعاني منها الكثير من الناس ولكن نخص بالذكر في هذه الحلقة الطالب لأنه هو الأحوج إلى التركيز من غيره، وكما لاشك فيه فإن الشرود الذهني يعد معضلة أمام تحقيق أهداف المدرس لتوصيل المعلومة إلى ذهن الطالب بحيث يصعب التعامل مع شارد الذهن وبالتالي تقل الفائدة أو الحصيلة العلمية من الحصة ويعد عائقاً أمام تحقيق الأهداف المنشودة ويعيش الطالب خارج إطار العمل في الفصل، كما يمثل قلقا لدى الآباء والأمهات والمدرس المعني الأول بالأمر، ولا نقصد بالشرود هنا بضعف الذاكرة وقصور العقل وإنما نقصد به الشرود الذهني الذي يصيب الإنسان كامل الأهلية العقلية ولكنه يكون في غفلة ويصبح شارداً ذهنياً خلال تدريس المادة العلمية في الفصل وبالتالي لا تعمل حاسته السمعية بشكل جيد وعليه لا يستوعب ما يقوله المدرس نظرا لانعدام التركيز والانتباه الذي يعتبر ضروريا للنجاح في الامتحانات الفصلية والنهائية، ومن الإنصاف والعدل التمييز بين من يعاني من مشكلة خلقية تسبب له عدم التركيز وبين من يغفل ويحيد عن الجادة التفكيرية والسمعية عند سماع الدرس وينشغل بأمور أخرى غير الموضوع المدروس. إذن فعدم الشرود الذهني أو التركيز يعني المتابعة والاصغاء إلى شرح المدرس باهتمام، ومعروف أن الشرود الذهني أوعدم التركيز يعد من أهم أسباب التخلف الدراسي والرسوب في المواد المقررة وهو أيضاً مشكلة تربوية تحتاج إلى علاج ناجع، وهي ظاهرة منتشرة وموجودة عند الطلاب، وهناك أسباب تؤدي إلى الشرود الذهني وعدم التركيز ومن أهمها:
1- وجود مثير خارجي أو مشكلة تتطلب التفكير فيها.
2- الخوف المفرط كأن يكون الطالب خائفاً من المدرس بشكل أو بآخر ويشعر بالإحباط والفشل.
3- ومن بين الأسباب الشائعة التي لا يعير لها المدرس الاهتمام أن يكون الطالب يحشره بالبول وما شابه ذلك.
4- الضجيج أو الأصوات المزعجة في محيط العمل المدرسي.
5- بيئة الفصل أو حالة موقع الدراسية، كأن تكون حارة أو باردة أو ضيقة جدا وبالتالي تكون غير مناسبة لتلقي الدرس وتساعد على عدم التركيز.
6- كون الطالب مرهقا ومجهدا مما ينعكس عليه سلباً ويحول دون التركيز في المادة أو المحاضرة، وللحد من هذه المشكلة لابد من توفر الأمور التالية:-
1- توفير بيئة تساعد الطالب على صفاء الذهن والحيلولة دون المتغيرات السلبية خاصة المؤثرات السمعية حتى تكون الأجواء مناسبة وطبيعية.
2- أن يكون الطالب بصحة جيدة وألا يعاني عن أي مشكلة صحية.
3- أن يهيئ الطالب نفسه ويستعد لمتابعة الدرس باهتمام، لأن العقل البشري عضو يمكن تدريبه على الأشياء.
4- أن تكون المادة أو الموضوع شيقاً وينسجم مع واقع الحياة وذلك بربط الموضوع بالحياة العملية وجعل الطلاب يتفاعلون معه.
ونترك التفاصيل للمتخصصين في الموضوع غير أننا نشير إلى أنه قد اتق علماء التربية والنفس على أن التركيز الذهني يعتبر ميزة التفوق والنجاح في الحياة الدراسية خاصة وفي الحياة اليومية بشكل عام لأن من ركز فهم ومن فهم عمل بما هو المطلوب وأنتج ونفع الأمة والبلاد.
فارح وابري وعيس